اليَوم، ستُوَزِّعُ المُعلِّمَةُ الطّلابَ إلى ثُنائيّاتٍ من أجلِ بَحثٍ في مادَةِ الكيْمياء...في ختامِ الحِصّة، علَّقَتِ اللاَّئِحَةَ على اللّوح ليَعرِفَ كُلُّ فَردٍ شَريكَه... وإذْ بِها تُفاجَأ قَبلَ الخُروجِ من الصّفّ، بِهُجومٍ نَارِيٍّ من طالِبَين يُعتَبرانِ من «أفضلِ طُلّابِها».
الأوّلُ هو وسام الطّالبُ المُتفوِّقُ، والأوّل على دُفعَتِه الّذي كانَ يَستَشيطُ غضَبًا لأنّها اختارَتْ لهُ داني شَريكاً... والثّانيَةُ هي يارا الطّالِبةُ الأجمَلُ والأكثرُ شَعبيّةٍ في الصَّفِ الّتي كانَت تَغلِي لأنَّ شريكَتَها هي دانا... بِهدوءٍ تام طَلبتِ المُعلِّمةُ إلى الإثْنَين أن يجلِسا ويَشرحَا سببَ إعتراضِهِما...
فصَرَخ وِسام بفَوقيّة: «عَنجد حَاطِتْتِيني أنَا الأوّل بالصّف، مع هَيدا «اللاَّجِئ» يلّي شرَّف ع مَدْرَسِتْنا جديد وما بْيَعرِف يقول «بونْجور»(يضحك الأثنان بسُخرية) وأنا أكيد إنّو ما بٍيميّز الألف من العَصاية؟ »
وقالت يارا بتَعجرُف: «وأنا، مِش رَح إقْبَل كُون مَع هَيدِي النّاصْحَة، البِشعة، إم أربَع عيون، يلّي مْنتمَسخر عليا كِل النهار»...


موقِفٌ أصابَ المعلّمةَ بدهشةٍ لا بَلْ قُلْ بِصدمَة... أحقًّا من يتكلّمانِ هُما «أفضلُ الطلاب؟» وهل ما قامَا به يرفعُ من شأنِهِما أم يَخفِضَهُ؟ هل هو مَوقِفُ افْتخارٍ وثِقة بالنّفس أم غُرورٌ وتكبُّرٌ؟ ولَو قَبِلا الشّراكةَ مَع من هُوَ مُختلف، إنْ لم نَقلْ أضعفَ منهُما، لكانَا مُتواضِعَين أم ضَعيفَين؟ أيُّهما أقْوَى وأكثرُ نَثرٍ للفَرَح، قوَّةُ التّكبّرِ أم قوَّةُ التّواضع؟ تابعونا...

 

Attachment
echos-193-p1.pdf (0 bytes)