تُطِلُّ عَلَينا مُؤَخَّرًا كُلّ لَيلَةِ أَحَد بِجَمالِها السَّاحِرِ وَحُضورِها المُحَبَّبِ مِن خِلالِ بَرنامَج «Dancing With The Stars» «رَقصُ النُّجوم».
هِيَ إِعلامِيَّةٌ مُثَقَّفَة، عَفَوِيَّة وَخَفيفَة الظِّلّ وَمُمَثِّلَة مَوهوبَة وَمُحتَرِفَة، إِستَطاعَتْ أَن تَأسرَ النّاسَ وَتُقنِعَهُم بِمَواهِبِها المُتَعَدِّدَة. وهي زَوجَةٌ صَالِحَةٌ لِلمُمَثِّلِ الكوميدِيّ “طوني أبو جودة” وَأُمٌّ مُتَفانِيَةٌ لابنَتِها الوَحيدَة «ليا»، تَعرِفُ جَيِّدًا كَيفَ تُوَفّقُ بَينَ حَياتِها العائِلَيَّة وَالمِهَنِيَّة.
عَن طُفولَتِها وَذِكرَياتِ المَدرَسَة، وَعَن زَواجِها وَحَياتِها العائِلِيَّةِ تَحَدَّثْنا مَعَها في مُقابَلَةٍ شَيِّقَةٍ خَصَّتْ “إكو” بِها دونَ أن تَتَردَّدَ لَحظَةً قَبلَ أن نَغوصَ في الحِوارِ لِنَتَطرَّقَ إلى إيمانِها العَميقِ بِيَسوع المَسيح وَتَفاصيلِ عَلاقَتِها بِه. إِنَّها الإعلامِيَّةُ المُتَمَيِّزَةُ كارلا حدّاد أبو جودة.

كارلا وَالطُّفولَة
بِدايَةً، ماذا تَذكُرين مِن طُفولَتِكِ؟
لا أَذكُرُ مِنْها الكَثير بِشَكْلٍ واضِح، بَل أذكر بَعْض اللَّمَحات الّتي ما زاالَت مَحفورةً في ذِكْرَياتي. وأَكثَرُ من أَتَذَكَّرُ، والِدي رَحِمَهُ اللّه وَكَيفَ كانَ يَهتَمُّ بي وَيُدَرِّسُني. وَأَذكُرُ أَنَّني أُصِبْتُ مَرّةً بِالتِهابٍ شُعَبيّ، فَراحَ يَهتَمُّ بي ويُسْقيني العَصيرَ وَهوَ يوهِمُني أَنَّني إِذا شَرِبتُهُ سَأَملأُ خَزّانَ السّيّارَة الّتي كُنتُ أَملِكُها بِالوُقود.

إذًا، هوَ الشَّخصُ الأَكثَر تَأثيرًا في طُفولَتِكِ؟
لا أَستَطيعُ أَن أُحَدِّدَ لَكَ شَخْصًا واحِدًا أَثَّرَ في طُفولَتي. نعم، لِوالدي مَكانَةٌ خاصَّةٌ في قَلْبي، خاصَّةً وَأَنَّني أَشعُرُ أَنَّهُ غادَرَ هَذِهِ الحَياة باكِرًا وَلم يَستَطِعْ أن يَرى ابنَتي ليا، لَكِنَّهُ لَيسَ الوَحيدَ الّذي أَثَّرَ في طُفولَتي، فَأُمّي أَيضًا طبعتْها كثيراً. وَكُلُّ شَيء يُؤَثِّرُ في طُفولَتِك، كَالتَّربِيَةِ وَالمَدرَسَةِ وَالمُعلِّمَةِ وَأُمورٍ صَغيرَة قَد لا تَتَذَكَّرُها وَلَكِنَّها تَكونُ قَد تَرَكَتْ أَثَرها في شَخصِيَّتِك.


ما هيَ الأَحلامُ الّتي رافَقَتكِ في فَترَةِ طُفولَتِكِ؟
لأنَّني كُنْتُ صاحِبَة القامَة الأَطْوَل في صَفّي وَشَقْراء وَبِعَينَينِ زَرقاوَين، ولأنَّ الجَميعَ مِن حَولي كانَ يَقولُ لي ذَلِك، كُنتُ أَعتَقِدُ أَنَّني سَأُصبِحُ عارِضَةَ أَزْياءٍ شَهيرَة ككلوديا شيفر وَسيندي كروفرد اللَّتَين كانَتا مَشهورَتَين إلى حَدٍّ كَبيرٍ آنَذاك، وَتُشَكِّلان مِثالاً أَعلَى لأَبناءِ جيلي وَلَيسَ فَقَط مُجرَّد عارِضَتي أَزياء.

كارلا وَالمَدرَسَة
كَيفَ كانَتْ عَلاقَتُكِ بِالمَدرَسَةِ بِشَكْلٍ عامّ؟
عِندَما أَصبَحَ لي ابنَة وَبَدَأَتْ تَقصِدُ المَدرَسَة، بُتُّ أُقَدِّرُ المَدرَسَةَ أَكثَر وَأُدرِكُ كَم هِيَ مُهِمَّة وَضَرورِيَّة حَتّى وَلَو أَنَّها قاسِيَة. فَالإنسانُ مِن دونِ العِلْم لا يُساوي شَيئًا، فَالتَّعَلُّم أَهَمّ ما في الحَياة.
وَلَكِنَّني عِندَما كُنتُ تِلميذَة، وَلأَنَّني لم أَكُنْ واعِيَة لِلأُمورِ المُهمَّةِ آنَذاك، لم أَكُنْ أُحِبُّ المَدرَسَة، لَيسَ المَدرَسَة بِشَكلٍ عامّ بَل مَدرَسَتي تَحديدًا لأنَّ نِظامَها كانَ قاسيًا، لَكِنَّني أُقَدِّرُها الآن.
أَيّ قيمَة تَعَلَّمتيها مِن المَدرَسَةِ وَتُطَبِّقينَها حَتّى الآنَ في حَياتِكِ؟
في المَدرَسَة - كَما في العَمَلِ لاحِقًا - تَعَلَّمْتُ أهميّة الصّدق وأن أَتَفادَى الوقوع في الخَطَأ، وَقَد كانَ آنَذاك أَلاّ تَدرُس أَو أَن تَكذِبَ أَو تَغِشَّ في الإِمْتِحان. حَتَّى في الحَياةِ أَيضًا، تَكتَشِفُ عِندَما تَكبُرُ أنَّ مَفهومَ الخَطَأ هوَ نَفسُه. عَلَيكَ في المَدرَسَةِ أَن تَأخُذَ الأُمورَ كُلّها على مَحمَلِ الجِدّ، وَهَذا ما تَعَلَّمتُه.

ما هوَ عَدَد
أَصدِقائكِ المُقَرَّبين؟
لا يَتَخَطَّى عَدَدُهُم أَصابِع اليَد الواحِدَة لا بَل أَقَلّ حَتّى، فَهُم شَخصٌ أَو إِثنان.

الأَحذِيّة في خِزانَتكِ؟
لا يُمكِنُني أَن أُعطيكَ عَدَدًا مُحدَّدًا لأَنَّني أُحِبُّ الأَحذِيَةَ وَالنّظّارات الشّمسِيَّة








وَحَقائِبَ اليَد إلى دَرَجَةِ الإدْمان، حَتّى أَنَّني أَشتَري أَحيانًا أَحذِيَةً شَبيهَةً بَعضها بِبَعض. «طوني لازِم يعِدِلّي ياهُن!». وَقَد خَصَّصْتُ خِزانَةً خاصَّةً لأَحذِيَتي فَقَط، وَهَذا لَيسَ بِالأَمرِ الجَيِّدِ وَلَسْتُ أَتَباهى بِه، فَأَحيانًا أَجِدُ حِذاءً أَرتَديه لَكِن لا أَجِدُ المَلابِسَ لَه! وَلَكِنَّهُم تَقْريبًا ما بَينَ 60 و70 حِذاءً.

ماذا تُفَضِّلين ؟
التَّمثيلُ في مُسَلسَلٍ كوميدِيّ أَو دراميّ؟
أُحِبُّ الكوميديا وَالمُزاح، وَالنّكات تَصدُرُ مِنّي بِشَكْلٍ طَبيعِيّ وَعَفَوِيّ. يُمكِنُني أَن أَلعَبَ شَخصِيَّةً في غايَةِ البَساطَةِ وَأُضحِكَ النّاس، وَلَيسَ مِن الضَّرورِيّ أن أُضحِكَهُم مِن خِلال الشَّكْل مَثَلاً، فَقَد أَفعَلُ ذَلِكَ مِن خِلالِ مَوقِفٍ مُعَيَّنٍ أَو حَركَة مُعَيَّنَة في وَجْهي. أُحِبُّ أن أُمَثّلَ في مُسَلسَلٍ درامِيّ، وَلَكِنَّني إِذا أَرَدْتُ أن أَتَسَلَّى، أَختارُ الكوميديا.

الحِذاءُ الرِّياضِيّ أَو الكَعْبُ العالي؟
أَنا عَمَلِيَّةٌ في حَياتي الطَّبيعِيَّة وَأَميلُ إلى كُلِّ ما هوَ عَمَلِيّ أَي الأَحذِيَّة الرِّياضِيَّة، فهي تُريحُني، خاصَّةً أَنَّني أَتَواجَدُ مع ابنَتي في مُعظَمِ أَوقاتي وَعَلَيَّ الإِنْتِباهُ لَها، لِذَلِكَ فَأَنا لا أَستَطيعُ ارْتِداءَ الكَعْب العالي وَالتَّعَثُّر بِه. لَكِن لا مَفَرّ مِنهُ في إِطلالاتي التِّلفزيونِيَّة، إِذ لا يُمكِنُني أَن أُطِلَّ في بَرنامَجي بِالحِذاءِ الرِّياضِيّ، فَلِكُلِّ مَقامٍ مَقال.

كَيفَ تَتَذَكَّرين اليَوم:
المَرَّةُ الأولى الّتي شَعَرْتِ فيها أَنَّكِ مَشهورَة وَمَعروفَة بَينَ النّاس؟
في كُلِّ مَرَّةٍ أَكونُ فيها على أَبوابِ بَرنامَجٍ جَديد، وَخاصَّةً بَرنامَجٍ ضَخْمٍ يُحِبُّهُ النّاسُ كَبَرنامَجِ «Dancing With The Stars َرقصُ النُّجوم»، أَكونُ مَحَطّ أَنظار الجَميع وَاهتِمامهم، لَكِن يَخِفُّ ذَلِكَ عِندَما لا أُطِلُّ عَبرَ شاشَةِ التِّلفزيون.  الشُّهرَةُ عالمٌ مُزَيَّفٌ وَغَيرُ عادِلٍ، فَهُوَ لَيسَ دائِمًا،  بِلَحظَة النّاس بيِتْذَكَّروك وَبلَحظَة بيِنْسوك».

المَرَّةُ الأولى الّتي سَمْعتِ فيها كَلِمَة «ماما» على لِسانِ ابنَتَكِ؟
لا أَذكُرُ ما كانَ رَدُّ فِعلي الأول، وَلَكِنَّني لا أَزال حَتّى الآنَ أَتَأثَّرُ في كُلِّ مَرّةٍ تُناديني فيها ابنَتي «ماما»، فَالأَطْفالُ نِعمَة أَعطانا اللّه إِيّاها أَتَمنَّى أَلاّ يُحرَم أَحَدٌ مِنْها. الطِّفلُ يُمثِّلُ العالمَ كُلّه بِالنِّسبَةِ لأُمِّهِ قَبلَ أَن يَتَكلَّم، فَما بالُك عِندَما يَقولُ لَها «ماما» وَيَضحَكُ لَها ويَتَفاعَلُ مَعَها؟ «هَيدي الدِّني كِلاّ... ما في شي أَهَمّ يِنْحَكا فيه».

كارلا وَإيمانها بِيَسوع
ما هوَ الإيمانُ بِالنِّسبَةِ لَكِ وَكَيفَ تَصِفينَ إيمانَكَ الخاصّ؟
أَعتَقِدُ أنَّ الإيمانَ هوَ كُلُّ شَيء، هوَ الدِّرعُ الّذي يَحميكَ مِن كُلِّ شَيء. عِندَما يَخافُ الإنسان، يُصَلّي تِلْقائِيًّا. وَأَنا أُحِبُّ أَن أُصَلّيَ بِشَكْلٍ تِلقائِيّ عِندَما أَشعُرُ بِرَغبَةٍ في شُكرِ رَبّي، فَعِندَما أَستَيقِظُ أَقولُ بِالفِعلِ «شُكرًا يا يَسوع!»، وَقَبلَ أَن أَنامَ أَيضًا. الإيمانُ بِالنِّسبَةِ لي هوَ الأَساس، وَهوَ الّذي يُعطيكَ سِلاحًا يُمكِنُكَ مِن خِلالِهِ أَن تَحمي نَفسَكَ مِن أُمورٍ كَثيرَةٍ وَأَن تَبلُغَ أُمورًا كَثيرةً.

هَل تَشعُرينَ أَنَّهُ مِن الصَّعبِ عَلَيكِ أن تَعكِسي إيمانِكِ في حَياتِكِ لا سِيَّما أَنَّكِ مَشهورَة؟
أَنا مِمَّن يَعتَبرونَ أنَّ إيمانَ كُلّ شَخصٍ هوَ لَه، وَأنَّهُ لَيسَ مِن الضَّروريّ أَن نَتَكَلَّمَ عَن إيمانِنا دائِمًا. لَن أَخجَلَ مِن التَّحَدُّثِ عَن إيماني بِالطَّبع، وَلَكِنَّني لَسْتُ مُضّطّرة إلى فِعلِ ذَلِكَ في كُلِّ مُقابَلَةٍ أُجريها كَما أَفعَلُ الآن. خاصَّةً أَنَّني كَشَخصٍ مَشهورٍ أَتَوجَّهُ في بَرامِجي لأُناسٍ مِن مُختَلَفِ الجِنْسِيّات وَالأَدْيان، وَوَظيفَتي هِيَ إِمتاعُ النّاس وَلَيسَ التَّكَلُّم في الدّين. فَالمَطلوبُ مِنّي هوَ أَن أَعيشَ إيماني وليس أن اتكلّم عنه!

هَل مِن شَخصِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ تُلفِتُكِ أَكثَر مِن غَيرِها في الكِتابِ المُقَدَّس؟
بِصَراحَة، قَرَأْتُ الكِتابَ المُقَدَّسَ كامِلاً عِندَما كُنتُ حامِلاً بِابنَتي ، لَكِنَّني لم أَجِدْ شَخصِيَّةً أَكثَر تَأْثيرًا بي مِن شَخصِيَّةِ يَسوع المَسيح.

ماذا يَعني لَكِ عيدُ الفِصِح المَجيد؟
أَتَأَثّرُ بِعيدِ الفِصِح أَكثَر مِن عيدِ الميلاد لأَنَّني أَشْعُرُ أَنَّهُ أَكثَر أَهَمِيَّة وَعُمْقًا مِنه، كَونهُ يَنْطَوي على سِرٍّ كَبيرٍ جِدًّا، وَهوَ مَوتُ يَسوع المَسيح وَقِيامَتُه.

ما هِيَ كَلِمَتُكِ الأَخيرَة إلى قُرّاءِ مَجَلَّة «إكو»؟
أَنصَحُ قُرّاءَ «إكو» بِأَلاّ يَكرَهوا المَدرَسَةَ بَل أن يَدرُسوا جَيِّدًا جِدًّا لأَنَّهُ لا يَبقى لهُم في هَذِهِ الحَياة، وَلَو امتَلَكوا مَلايينَ الدّولارات، إلاَّ العِلْم وَالذَّكاء. فَالعِلمُ وَالفَهمُ وَالذَّكاءُ لا يُشتروا!وبِالعِلْمِ يُمكِنُهم تَغييرَ العالَم.
 وَأَقولُ لَهُم لا تَتَأثَّروا بِصُورِ المَشاهيرِ الّتي ترونَها على مَواقِعِ التَّواصُلِ الإجتِماعِيّ، فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنهُم حَياتُهُ بحسناتِها وسيئاتِها تَمامًا مِثلهم، لَكِنَّهم يُظهِرون الصّورَةَ الأَجمَلَ عَنْهُم. أَيْ أَنَّهُم يَملِكونَ مَشاكِلَ مِثلَهم وَرُبَّما أَكثَرَ مِنهُم، لَكِنَّهم يَنقُلونَ فَقَط الجانِبَ الجَميلَ مِن حَياتِهِم لِلنّاس. فَكُلُّنا مُتَشابِهون!


حاورها :
الياس باسيل

 

Attachment