يُحكى أنَّ فَتاةً صَغيرةً كانتْ مُصابةً بمرض أرقَدَها في الفِراشِ ومَنعَها من التّحرُّك. فسألتْ أختَها يَوماً: كم ورَقةً يا أُختي يوجَدُ بَعدَ على الشّجرَةِ الّتي في حَديقَتِنا؟ حزنَتْ أُختُها وسألَتها بِدَورِها: لمَ تسألين هذا السّؤال؟

فأجابَتْ الفَتاةُ الصّغيرة: لأنّي أُدرِكُ جيّداً أنَّ أيّامي ستَتنهي مع سُقوطِ آخر وَرقَة على الشَّجرة.
ففكَّرَتْ الأخت الكَبيرة قليلاً وقالَت: إذاً يا أُختي دَعينا نَمرحُ ونَلعبُ ونَفرَحُ حتّى تَسقُط كُلّ الأوراق.
وتَوالَتْ الأيّام والأُختان تَستَمتعان بحَياتِهما والأوراقُ تتساقَطُ الواحِدة تلوَ الأخرى باستِثناء ورقةً واحدة لم تَسقُط.

مَرّتْ فُصولُ السّنة والورَقةُ في مَكانِها على الشَّجرة. والفَتاةُ الصَّغيرةُ فَرحة جِداً بها حتّى أنَّها استَعادَتْ صَحّتها وشُفِيتْ تَماماً وصارَتْ تَمشي. فتَوجَّهتْ مُباشَرةً إلى الشَّجرةِ لتَرى سِرَّ الوَرَقة الّتي صمدت كُلّ الفُصول.

فإذا بها تَتفاجأ بأنَّها من البلاستيك ومثّبتة في الشَّجرةِ بِواسطَةِ شَريطٍ مَعدنيّ.
فذرَفَتْ دُموعَ الفَرحِ لأنَّها أدرَكتْ ما قامَتْ بهِ أُختَُها لأجلِها.


Attachment
echos-172-p3.pdf (0 bytes)