ما هو هذا العيد؟

نُعيِّدُ في هَذا اليَوم كُلَّ القِدِّيسينَ الَّذينَ عاشُوا مَلكوتَ اللَّهِ عَلى الأرْضِ ودَخَلوا إلى حَياةِ المسيحِ القيامِيَّة، ونُكرِّمُ هؤلاء الّذينَ عاشُوا سِرَّ التَّبنّي أي تَصرَّفُوا كأبناءٍ لِلَّه. ومنذُ فترَةٍ أُدْخِلَ عيدُ الـ «هالوين» إلى ثقافَتِنا ودَرَجَت العادَةُ أن تُعيِّدَهُ مَدَارِسُنا لِذا نَرجو مِنَ الجميعِ وبإلحاحٍ شَديدٍ عَدمَ الخَلطِ بينَ عيدِ جَميعِ القِدّيسين،
وبِدعَةِ ما يُسمّى بـ«الهالويين» هذا العيد الخاصّ بالسّحَرةِ والّذي باحْتفالِنا بِهِ نُساهِمُ في نَشرِ ثَقافَة ِالشَّرِ والخوفِ بينَ شبيْبَتِنا من حيثُ لا نَدري... ولِمَعرِفَةِ المزيدِ عن هذا العيدِ وخَلفيّاتِه نَدعوكُم إلى زِيارَةِ الرّابط التّالي: www.zenit.org/

أصلُهُ وتاريْخُه

1- في الكنائس الّتي تَتبَعُ التّقويمَ الغربيّ(ات2)
احتُفِلَ بِهذا العيدِ لأوَّلِ مَرَّةٍ في الغَرب في 13 أيَّار من عام 609 أو 610، عِندَما تَمَّ تَرسيمُ البابا بونيفاسيوس الرَّابع قِدّيسًا في بانثيون في روما. وقد تَوسَّعَت احتفالاتُ ذَلك العيد لِتَشمَل الاحتفالَ بإحياءِ ذِكرَى الشُّهَداء ولِتَكريمِ جَميعِ القِدِّيسينَ، المعروفينَ وَ غير المَعروفين، ولِتعويضِ أيِّ نَقصٍ في احتفالاتِ المؤمنينَ بأعيادِ القِدِّيسينَ على مَدارِ العَام، لِذَلِكَ يسَمَّى عيدُ جميعِ القِدِّيسين. التَّوقيتُ الحَاليّ ، أسَّسَهُ البابا غريغوريوس الثَّالث (731–741) الّذي نَقَلَهُ إلى تَاريخِ الأوَّل من تشرين الثَّاني.[

2- في الكنائس الّتي تتبَعُ التَّقويمَ الشّرقيّ
(أوَّل يَوم أحد يَلي عيدَ العَنصرَة)
إشتَهرَ هذا العيدُ في القَرنِ التَّاسع في عَهدِ الإمبراطُور البيزَنطيّ ليو السَّادِس «الحَكيم» (886–911). زَوجتُهُ إمبرس ثيوفانو عاشَتْ حياةً وَرِعَة. عندما تُوفِيت، بَنَى زَوجُها كنيسَةً كإهداءٍ لَها وَلكِنَّهُ مَنَعَ من إهدائِها لِزَوجَتِه فَقَرَّرَ إهداءَ الكنيسَةِ لـ«جَميعِ القِدِّيسين»... وتُخَصَّصُ أيّامُ السَّبت طوالَ العَامِ للإحْتفاءِ بجميعِ القِدِّيسين.

أهميَّتُهُ لَنا اليَوم

يُذَكِّرُنا هَذا العيدُ أنّه في نِهايَةِ الحياةِ بالمَسيحِ يَجِبُ أن يتَحقِّقَ هَدفَ الحياةِ بالمَسيحِ وهو قَداسَةُ الإنسان.
وإذا تَـأمَّلْنا مَشهدَ القَداسَة، يَظهرُ العالَمُ لنَا كَحديقَة، حيثُ يُحرِّكُ روحُ اللَّهِ أجواقَ القِدِّيسينَ والقِدِّيسات من كُلِّ عُمرٍ وحالَةٍ إجتِماعيَّة، من كُلِّ لُغَةٍ وشَعبٍ وثَقافَة. كُلُّ واحِد مُختَلِفٍ عن الآخَر ويَتميَّزُ بفَرادَةِ شخصِيَّتِه الإنسانيَّةِ وموهِبَتِهِ الرُّوحيَّة الخَاصَّة. غَيرَ أنَّ الجَميعَ مَختومٌ بـ «خَتم» يَسوع (رؤ 7/3)، أيْ خَتمِ مَحبَّةِ يَسوع الَّتي ظَهرَت عِبرَ الصَّليب.(البابا بندكتوس السَّادِس عَشر)
والقَداسَةُ ليسَتْ نِظاماً أو قَانونًا أو حِكْراً لأشْخاصٍ مُحدَّدينَ ومَحدُودينَ. هيَ دَعوةٌ لنا جَميعاً، هِي ملءُ الحَياةِ بالمَسيحِ، هيَ العَيشُ المُشترَك بَينَ اللَّه والإنْسان.
وبالتّالي السُّؤال الّذي يَجبُ أن يَطرحَهُ كُلٌّ منَّا على نَفسِه: أينَ أنَا من القَدَاسَة؟ عمَّ تَخلّيْتُ مِن أجْلِ مَحبَّةِ المَسيحِ وعَمَّ أنا مُستَعدٌ لأن أتخَلّى؟

صلاةٌٌ خاصّة

أيُّها الآب الحبيب، لَقد مَنَحْتَ القدّيسينَ السَّعادَةَ الأبديَّة في السَّماء، وهُم يَهتَمُّونَ أيضاً بِي، بِعائِلَتِي، بِأصدقائِي، بكنَيسَتِي، وبِجيراني. أشكُرُكَ على عَطيَّةِ صداقَتِهِم  وشَهادَةِ حياتِهم المُقَدَّسة. وأُناشِدُهم أن يَشفَعُوا لنَا ويُساعِدونَا لنَسيرَ بِأمانٍ في الطَّريقِ الضَّيّق الَّذي يَقودُ إلى السَّماء. آمين.

 

نَشاط :كِتابُ جَميعِ القِدّيسينَ

في بلدَتِكَ أو قَريتِكَ كَنيسَةٌ تَحملُ إسمَ أحَدِ القدّيسين. وأنْتَ هَل تَعرِفُ هذا القِدّيس جيّداً ؟ إذهَبْ للتّفتيشِ والبَحثِ لاكْتِشافِه (إسمُه، العَصرُ الّذي عاشَ فيهِ، ماذا فَعَل، كيفَ صارَ قِدّيساً...) ستَجدُ لهُ صُوراً أو أيَقوناتٍ ولَوحات... بواسِطةِ كلِّ ما ستَجِدهُ سَتملأُ صَفحةً في كِتابٍ كَبيرٍ (Format A 4) وسيُكمِلُ أصدِقاؤكَ ملءَ صَفَحاته. وستَصنَعونَ معاً كتابَ «جَميعِ القِدّيسين»!


Attachment