مَرفَع الجُبن، مَرفَع اللّحم، خَميس السَّكّارى، إثنين الرَّماد، الصّيام، القطاعة... هل تَعرفُ ماذا تَعني هَذهِ العَناوين الّتي تَتَرَدَّدُ في زمنِ الصَّوم وإذا ما كانَتْ تَقاليدٌ خاصَّة بِكَنيسَتِك؟ ما هو أصلُها ومَنبَعُها؟

وكيفَ تَعيشُها وتُطَبّقهُا؟ «إكو» تَفتَحُ مَلَفّ الصَّوم وتُقَدِّمُ لكَ مَعلومات صَوميَّة وافِرَة ...

 

في الكنيسَةالبيزنطيَّة

 

أحدُ مَرفَعِ اللَّحم

- هو آخِرُ يَومٍ يُسمَحُ فيهِ بِأكلِ اللَّحم حَتّى عيدِ الفِصح.

- أمّا تَناوُل الحَليب والسَّمن والجُّبن فَمَسموحٌ طيلَةَ أيّامِ الأُسبوع الّذي يَسبِقُ هَذا الأحد.
 

أحدُ مَرفَعِ الجبن

- هو الأحَدُ السّابع قبلَ الفِصح! إنَّهُ اليَوم الأخير الّذي يُسمحُ فيهِ بِأكلِ الأجبانِ ومُشتَقاتِها حَسَب النِّظام الكَنَسِيّ القَديم.

-  في صَلاةِ الغُروب مِن مَساءِ هَذا الأحَد تُقامُ (خاصَّةً في الأديار) رُتبَة الغُفران الّتي يَطلُبُ فيها المُؤمِنون السَّماحَ والمَغفِرَة بَعضهُم من بَعضٍ ويَتَصافَحونَ مُرَنِّمين تَرنيمَة القِيامَة «المَسيح قام».

 

إِثنين الرَّاهب

- يَومُ الإثنين، أو اليَوم الصِّياميّ الأوَّل يُدعى «إثنين الرّاهِب» لِكونِ الرُّهبان كانوا يُغادِرون فيهِ أديارَهم لِكَي يتنسَّكوا  في البَراري مُتفَرِّغين للصَّومِ والصَّلاةِ طيلَةَ أربَعينَ يَوماً، ويَعودونَ إلى أديارِهِم يَومَ الجمعَة قبلَ سَبتِ لعازَر وأحَدِ الشَّعانين.

 

الصّيام والقطاعة

- الصَّومُ هو الإمتِناع عَن كُلِّ مأكَلٍ ومَشرَب، من نِصفِ اللَّيل وحَتَّى  الغُروب.

-  يَكونُ يوما الأربعاء والجُّمعة من أُسبوعِ مَرفَع الجُّبن. وأيَّام الإثنين والثُّلاثاء والأربَعاء والخميس والجمعة من أسابيعِ الصَّوم، والأُسبوع العَظيم المُقَدَّس. ما عَدا اليَوم الّذي يَقَعُ في عيدِ البِشارَة (25 آذار).

- سَبت النُّور هوَ السَّبت الوَحيد الّذي يَجِبُ الصَّوم فيه. بَينَما يُمنعُ الصَّوم في السُّبوت الأُخرى لارتِباطِ السَّبت بأحدِ القِيامَة.

- القِطاعة: هيَ الإمتناع عن اللَّحمِ ومَرقِ اللَّحم، وعن البَياض، أعني البَيض والجُّبن والألبان والزُّبدة إلخ ... أمَّا السَّمَك فيُسمَحُ بهِ في أيَّامٍ مُعيَّنة. وكَذلكَ الزَّيت والخَمر يُسمَح بِهما في أيَّامٍ مُعيَّنة.

 

الطُّقوس الخاصَّة

- رُتبةُ الأقداس السّابق تقديسُها: «ويُقالُ لَها باليونانيَّة   «البروجيازمينا». وهيَ رُتبةُ صَلاة الغُروب، تَنتَهي بِالمُناوَلةِ المُقَدَّسَة.

- صَلاة النَّوم الكُبرى: يُحتفلُ بِهذهِ الصَّلاة من مَساءِ الإثنين إلى الخَّميسِ من أسابيعِ الصَّوم، وتُعرَف بِصَلاةِ «يا ربَّ القوَّات».

- رتبَةُ المَدائح: ويُقالُ لَها باليونانيَّة (الأكاثستوس)، تُقامُ مَساءَ. الجُمعة من الأسابيعِ الخَمسَة الأولى منَ الصَّوم، إكرامًا لِوالِدَةِ الإلَه الفائِقَة القَداسَة.

- قُدَّاس القدِّيس باسيليوس : يُحتفَلُ بهِ في كُلِّ آحادِ الصَّوم الأربعينيّ ويَومَيّ الخَميس والسَّبت من أُسبوعِ الآلام.

 

في الكنيسَةالمارونيَّة

 

الصَّوم الكبير

- يمتدّ سِتَّة أسابيع، تَبدأُ بِأحَدِ مَدخَلِ الصَّوم، بآيَة تَحويلِ الماء إلى خَمر في عُرسِ قانا الجليل (يوحنا 2/1-12)، وتَنتَهي السَّبت بآية قِيامَةِ لعازار من المَوت.

- كُلُّ أحَد مِن الآحادِ السِّتّة، يتَوَقَّفُ على آيَةٍ من آياتِ الرَّبّ يَسوع.

 

خميس السَّكارى

- هو الخميسُ الّذي يَقَعُ في الأُسبوعِ السَّابِق للصَّومِ الكَبير.

-  يَستَنفِذ فيهِ المُؤمِنون ما لَهُم من مَأكولاتٍ إفطاريَّة، ويَشربون المَشروبَ ليسَ للسُّكرِ بَل كَعُربونٍ للفَرحِ والشّركة بينَ الأهل الَّذين يَجتَمِعون في هَذا اليوم.

- مِنهُم مَن يَقولُ بأنَّهُ اليَوم الّذي نُكثِرُ فيهِ مِن أكلِ الدَّسَم لِكي نَختَزِنَهُ في أجسادِنا.

- هوََ الخَميس وليسَ السَّبت الّذي هوَ لَيلَة الصَّوم، لأنَّ العادة كانَتْ بأن يُحتَفَلَ بِرفعِ الزَّفَر لمدَّةِ ثَلاثَة أيّام، أي   الخَميس والجّمعة والسّبت. وكانَتْ النِّساء يَغسِلْنَ الأواني  بِشَكلٍ جَيّد قبلَ بَدءِ الصّوم لَئِلاّ يَبقى شَيء من الزَّفَرِ عالِقًا بها.

 

أحَد مَرفَع الّلحم (ليلة قطع الزَّفر)

- هو الأحدُ الّذي يَسبِقُ إثنَين الرَّماد مُباشَرَةً ويَكونُ اليَوم الّذي يُرَفَّعُ فيهِ اللَّحم نِهائِيّاً عن المائِدةِ حَتّى عيدِ الفِصح.

 

إثنَين الرماد

- إحتفال تَبريكِ الرَّماد ورَسمِهِ بِشَكلِ صَليب على جِباهِ المُؤمِنات والمُؤمِنين هوَ اتِّباع تَقليد عَريق في الكَنيسَةِ ينبَعُ من الكِتابِ المُقَدَّس.

- فالمَراحِلُ الصِّياميّة الكَبيرة في الكِتابِ المُقَدَّس العَهد القَديم، كانَ يُرافِقُها رَشّ الرَّماد على الرّأسِ وبُكاء ونَحيب.

- الرَّمادُ هوَ رَمزٌ إلى سُرعَةِ عَطب الإنسان وإلى إمكانِيَّةِ عَودَتِه كُلّ لَحظَةٍ إلى التُّراب.

 

كيف ومتى الصّيام ؟

1 يَقومُ الصَّومُ  على الإمتِناعِ عَن الأكلِ والشُّربِ مِن نِصفِ اللَّيلِ إلى الظُّهر - عَدا الماء الّذي لا يَفسَخ الصَّوم بَينَما «القطاعة» تَقومُ بالإمتِناعِ عَن أكلِ اللَّحمِ والبَياض.

2 يَكونُ الصَّومُ من الإثنينِ إلى الجُّمعة مِن كُلِّ أسبوع ويَتَوَقَّفُ «يَومَي السَّبت والأحَد، لأنَّ الأوَّل ذِكرٌ للخَلْقِ والثّاني للقِيامَةِ، لِتَستَمِرَّ القِطاعَة فيهما».

3 وحدُهُ سَبت النّور هو سَبتٌ صِيامِيّ لأنَّهُ «السَّبت الّذي كانَ فيهِ الخالِق تَحتَ الثّرى هوَ يَوم بُكاءٍ ونُواح، ولا يحسُنُ فيهِ الإبتِهاج والعيد، لأنَّ الخالِقَ يَفوقُ جَميع خَلائِقِهِ في الطَّبيعةِ والإكرام.

4 عادَةُ «الطَّويّ» هيَ الصَّومُ والقطاعة من خَميسِ الأسرار مَساءً وحَتّى قُدّاس القِيامَة.

 

بعض الطُّقوس

 

دربُ الصَّليب

- يقامُ كُلَّ يَومِ جُمعة من الصَّومِ الكَبير.

- هو عِبادَةٌ شائِعَة نَشَأتْ في القَرنِ الخامِسِ عَشَر، فانتَشَرَتْ في العالَمِ كُلِّه. وما غايتُها إلا مُرافَقَة يَسوع في طَريقِ آلامِه، للتَّأمُّلِ فيها وللإستِفادَةِ الرّوحيَّة مِنها.

- كُلُّ مَرحَلَة من المَراحِلِ الأربعَة عَشَر لِدَربِ الصَّليب تَقِفُ عندَ حَدَثٍ تمَّ خِلالَ آلامِ يَسوع المَسيح ومَوتِهِ على جَبَلِ الجُّلجُلَة فيَتِمُّ التَّأمُّل في الحَدَثِ المَوصوفِ في كُلِّ مَرحَلةٍ ثُمَّ الصَّلاة.

 

رُتبَة «الوُصول إلى الميناء»


تَتِمُّ نَهار الإثنَين من أُسبوعِ الآلام، وتَعني أنَّ الصّائِمينَ وَصَلوا بِخَيرٍ إلى الميناءِ ومَصابيحُهِم تَتَلألأُ بِزَيتِ الأعمالِ الإنسانِيَّة والرّوحِيَّة مَعاً، بانتِظارِ أن يَطأوا يَومَ أَحَدِ القِيامَة.

 

Attachment
catechistes