إِلَيكُم القِصَّةَ الحَقيقِيَّةَ التّالِيَّة:

وَجَدَ فتًى صَغيرٌ نَفسَهُ يَعيشُ مَعَ أُمِّهِ حَياةً قاسِيَةً بَعدَ أَن تُوُفِيَ والِدُه، وَاضطَّرَ أَن يَعمَلَ وَهُوَ طِفلٌ في أَعمالٍ شاقّة. وَفي يَوم، مَرَّ بِإِحدَى المَكتَباتِ الّتي تَبيعُ الكُتُبَ المُستَعمَلَة، فَاستَوقَفَهُ عُنوانُ كِتاب وَأَرادَ شِراءَه، لَكِنَّهُ لَم يَكُنْ يَملِكُ ثَمَنَه. وَلمّا كانَ الكِتابُ مُثيرًا جِدًّا بِالنِّسبَةِ لَهُ فَقَد صَمَّمَ أَن يَفعَلَ ما يَستَطيعُ لِلحُصولِ عَلَيه. فَمَضَى إلى إِحدَى المَزارِعِ وعَمِلَ أَيّامًا مُتواصِلَةً لِيَتَمَكَّنَ مِن شِراءِ الكِتاب . كانَ عُنوانُ الكِتابِ «كَيفَ تَصيرُ رَئيسًا لِلوِلاياتِ المُتَّحِدَة».

            وَتَحتَ ضَوءِ المِصباحِ الأَصفَرِ في غُرفَتِهِ الضَّيِّقَةِ قَرَأَ الطِّفلُ الكِتابَ المُثير... وَفي اليَومِ التّالي ذَهَبَ إلى مُعَلِّمَتِهِ وَقالَ لَها: «لَقَد قَرَّرتُ أَن أَكونَ رَئيسًا لِلوِلاياتِ المتَّحِدَة!» . فَابتَسَمَتِ المُعَلِّمَةُ لِبَراءَتِهِ وَقالَت: «يا بُنَيّ... إِنَّ رِئاسَةَ الدَّولَةِ لَيسَتْ شَيئًا سَهلاً كَما تَظُنّ، وَهَذا صَعبٌ عَلَيك!». نَظَرَ الطِّفلُ إلى مُعَلِّمَتِهِ وَقال: «أَنا لا أَقولُ عَن اليَوم، بَل أَقولُ إِنَّني قَرَّرتُ أَن أَكونَ رَئيسًا لِلوِلاياتِ المُتَّحِدَة يَومًا.» وَبَعدَ سَنَواتٍ كَثيرَةٍ تَحَقَّقَتْ أَحلامُ الطِّفلِ الفَقير، وَأَصبحَ «أبراهام لنكولن» رَئيسًا لِلوِلاياتِ المُتَّحِدَة.

 

            قِصَّةٌ مُلفِتَةٌ حَقًّا... فَتًى فَقيرٌ وَبَسيط، لا يَنحَدِرُ مِن عائِلَةٍ غَنِيَّةٍ وَلَيسَ وَريثًا سِياسِيًّا حَلِمَ بِأَن يُصبِحَ رَئيسًا لِبِلادِهِ وَحَقَّقَ حُلُمَه...

 

لِماذا؟ ما الّذي امتَلَكَهُ هَذا الطِّفل؟ ما الّذي كانَ يَهُمُّهُ مُنذُ نُعومَةِ أَظافِرِه؟ كَيفَ في رَأيِكُم حَقَّقَ حُلُمَه؟ هَل هَكَذا يَنظُرُ الشَّبابُ إلى أَنفُسِهِم؟ هَل المُستَقبَلُ مُشرِقٌ عِندَهُم؟ هَل يَحمِلونَ قُلوبًا قَوِيَّةً لا يَقِفُ في وَجهِها اليَأسَ أَو الإِحباط؟ وَهَل يَسعونَ إلى تَفعيلِ دَورِهِم في بِناءِ مُستَقبَلٍ مُشرِقٍ لَهُم وَلِبَلَدِهِم وَلِلعالَم؟ تابِعونا!!!

Attachment