قامَ أَحَدُ عُلَماء الأنثروبولوجيا بِلُعبَةٍ مع أَطفالِ إحَدى القَبائِلِ الإفريقِيَّة البِدائِيَّة.

            وَضَعَ سَلَّةً مِن الفَواكِه اللّذيذَةِ قُربَ جِذعِ شَجَرة... وَأَخبَرَهُم بِأَنَّ أَوَّلَ طِفلٍ يَصِلُ إلى الشَّجَرَة، سَيَحصُلُ على السَّلّةِ بِما فيها.

            وَعِندَما أَعطاهُم إِشارَةَ البَدء، تَفاجَأَ بِهِم يَسيرونَ سَوِيّةً مُمسِكينَ بِأَيدي بَعضِهم حَتَّى وَصَلوا إلى الشَّجَرَةِ وَتَقاسَموا الفاكِهَةَ اللَّذيذَة.

            فَاقتَرَبَ مِنهم وَسَأَلهُم: «لِمَ فَعلتُم ذَلِكَ فيما كُلُّ واحِدٍ بَينَكُم، كانَ بِإمكانِهِ الحُصولُ على السَّلّةِ لَه فقَط».

            أَجابوهُ بِتَعَجُّبٍ: Ubuntu، فَكَيفَ يَستَطيعُ أَحَدُنا أَن يَكونَ سَعيدًا فيما الباقون تُعَساء؟

            أوبونتو Ubuntu في حَضارَةِ Xhosa تَعني: « حالي جزءٌ من حالِنا ».

            تِلكَ القَبيلَةُ البِدائِيَّة عَرَفَتْ سِرَّ السَّعادَةِ الحَقيقِيَّة الّذي ضاعَ في جَميعِ المُجتَمَعاتِ المُتَعالِيَة عَلَيها وَالّتي تَعتَبِرُ نَفسَها مُجتَمَعاتٍ مُتَحَضِّرَةً فيما هِيَ مُجتَمَعاتٌ تَعيشُ على الفَردِيَّةِ وَالأَنانِيَّةِ وَحُبِّ الذّات...

 

            فَهَل سَنَسعى وَنَجتَهِدُ لِنَتَغَيَّر عَلَّنا نَتَمَكَّن يَومًا مِن القَول: Ubuntu؟؟؟

Attachment
echos-196-p3.pdf (0 bytes)