إنَّهُ الـ SALE!!! المَحَلُّ مُكتَظٌّ بِالفَتَياتِ الفَرِحات، المُتَحَمِّسات لِشِراءِ مَلابِسَ جَديدَة «بِنصّ حَقُّن»... إِختارَتْ سُهى ما تُريدُ وَتَقَدَّمَتْ لِتَدفَعَ الثَّمَنَ وتَنصَرِف. فَإذا بِها تَتَفاجَأُ بِطابورٍ طَويلٍ أَمامَ صُندوقِ الدَّفع... وَلَكِنَّها لم تُبالِ بِالإنتِظارِ «لأنَّ ما اختارَتْهُ يَستَحِقُّ «النَّطرَة»! وَبَعدَ 30 دَقيقَة، وَصَلَتْ أَخيرًا إلى الصُّندوق. فَإذا بِفَتاةٍ تَظهَرُ فَجأَةً أَمامَها وَتَضَعُ جينزًا أَمامَ العامِلَة وَتَقول: بَدّي إِدْفَع!
هَذا التَّصَرُّف غَير اللاّئِق، أَغضَبَ سُهى كَثيرًا لَكِنّ خَجَلَها مَنَعَها من الرَّدّ. وقالَتْ في نَفسِها: «بَلا ما أَعمُل مَشكَل، كِلّو جينز واحَد». إلاّ أَنَّ عامِلَةَ الصُّندوق لم تَرضَ بِذَلِك. فَابتَسَمَتْ وقالَتْ لِلفَتاة: «آنِسَتي من فَضلِك، عَلَيكِ أن تَنتَظِري دَورَكِ». فَرَدَّتْ بِتَهَكُّم: «أوفففف الصَّفّ طَويل وكِلّا قِطعَة وِحدة، خَلْصِيْني!!!» فَما كانَ مِن عامِلَةِ الصُّندوقِ إلاّ أن أَجابَتْ بِنَبرَةٍ قاسِيَةٍ هَذِهِ المَرّة: «رجَعي لَوَرا وانْتطُري دَورِك!»
    وهُنا انفَجَرَتْ الفَتاةُ غَضَبًا: «شو وِقحَة! هيك بيِحْكو مع الزّبونات؟» وَقَذَفَتْ الجينز في وَجهِها وانفَجَرَتْ ضاحِكَةً هيَ ورَفيقاتِها اللَّواتي كُنَّ يَنتَظِرنَها واللَّواتي صَفَقْنَ لَها قائِلات: «برافو يارا، يا لَجُرأَتِكِ، حِطّيتيها عِند حَدّا».

هُوَ مَشهَدٌ حَقيقِيّ، حَصَلَ في إِحدَى المَحَلاّت التِّجارِيَّةِ وَيَدْفَعُنا إلى التَّساؤل:
هل حَقًا يارا هيَ الجَريئَة والعامِلَة هِيَ الوَقِحَة؟ مَن هوَ الشَّخص الجَريء؟ ما هِيَ الجُرأَة وما هِيَ الوَقاحَة؟ ما الفارِقُ بَينَهما؟ وَسُهى كَيفَ نَصِفُ تَصَرُّفها؟ مَتَى وَكيفَ عَلَينا أن نَكونَ جَريئين؟





Attachment