دَخَلتْ سارَة، الفَتاة المُراهِقة،  مُسرِعةً إلى غُرفَةِ صَديقَتِها غِنوة. تَوَجّهتْ نَحوَها وهيَ تَبتَسمُ وعُيونُها في مَكانٍ آخَر! «أوه ما أجمل داني! وشو مرَتّب وشو بيلبس حلو، بعتِقِد إنّي مَغرومة فيه! إيه أنا بحبّو».

             هَذا التَّصريحُ صَدمَ غِنوة. فَداني هُوَ إبنُ الجيرانِ الَّذينَ انتَقَلوا حَديثًا إلى المِنطَقَة. وسارَة لَم تَرهُ إلاّ بِضعِ مَرّاتٍ ولَم تُكَلّمْهُ إلاّ لِتُسلِّمَ أو لِتُوَدّعَ، فَكيفَ تَكونُ مَغرومةً فيه؟ نَظَرَتْ غِنوة إلى صَديقَتِها وسَألَتها: ولكِن يا صَديقَتي ألا يَجِبُ أن تَتَعرّفي إلِيهِ أوّلاً وأن َتبني مَعهُ صَداقَةً وأن...

- «توقّفي»، قاطَعتْ سارة صَديقتَها، «لَستُ في حاجَةٍ إلى أصدِقاءَ جُدُد ، فلَدَيَّ 150 صَديقًا على حِسابي على Facebook! أنا في حاجةٍ إلى الحُبّ

حِوارٌ بينَ مُراهِقَةٍ وصَديقتِها يَفتَحُ أمامَنا أبوابًا كَثيرةً على أكثَرِ مِن مَوضوعٍ واحِدٍ ويَدفَعُنا إلى طَرحِ عَلاماتِ استِفهامٍ كَثيرة.

أوّلاً: مع غِنوة نَسأل: هل يُمكنُ حَقّاً أن تَكونَ سارة «مَغرومة» أو أن تُحبَّ في هذا العُمر؟

ثانيًّا: عن أيِّ صَداقَةٍ تَتَحدّثُ سارة؟ هل يُمكنُ أن يَكونَ لَدَينا 150 صَديقًا؟

 

ما هيَ الصّداقَةُ، ما هيَ مَعاييرُها؟ هل نَفهمُ مَعناها الحَقيقيّ؟ وبينَ الصّداقة والحُبّ أينَ يقف المُراهِقون اليَوم؟ تابعونا...

Attachment