تزوَّجت فتاةٌ تُدعَى لَيْلَى ...وذهبَتْ لتَعيشَ مع زوجِها في بيتِ حَمَاتِها.

ولم يَمضِ إلاَّ قَليلٌ من الوَقْتِ حتَّى وَجَدَتْ لَيْلَى أنَّها لم تَعُدْ قادِرَةً على العَيشِ مع حَماتها. ومَرَّت الأيَّامُ، والمرأتان لا تَكفَّان عن العِراكِ والجِدال. فقَرَّرَتْ لَيْلَى أن تفْعَلَ أيَّ شَيءٍ لِتلافي ذَلِك.

وفي اليَومِ التَّالي تَوجَّهت إلى صَديقٍ حَميمٍ لِوالِدِها، هو تَاجِرُ أعْشابٍ طبِّية وسألَتْهُ إنْ كانَ يُمكِنُه أن يُعطيَها بَعضَ الأعْشابِ السَّامَة حتَّى تَحلَّ مُشكِلَتَها مع حماتِها إلى الأبد. فَكَّر التّاجر مَلِيّاً ثُمَّ أتى بِرُزْمَةٍ من الأعْشاب. وقال لِـليلَى: »لا تَستطيعينَ استِخْدامَ سُمٍّ سريعِ المفْعول ، لأنَّ ذَلِكَ سوَف يُثيرُ الشَّكَّ في نُفوسِ أهْلِ القَرْيَة. لذلِكَ  أعْطَيْتُكِ بعضَ الأعْشابِ الَّتي تَبْني السُّمومَ في جِسْمها. لذا أعِدِّي لحماتِكِ طعاماً لذيذاً وضَعِي فيهِ القليلَ من هذه الأعشاب. ولِكي تتأكَّدِي من أنَّه لَنْ يَشُكَّ فيكِ أحَدٌ حينَما تَموتُ، تَصرَّفي مَعَها بِطريقَةٍ وِدِّيَة جِدّاً. فلا تَتَجادَلي مَعها وَأطيْعِيْها في كُلِّ رَغَباتِها، بل عامِليْها كأنَّها مَلِكةُ البيت«!

أسرَعَتْ لَيْلَى إلى البَيتِ لِتَبْدأ خُطَّةَ قَتْلِ حماتِها! ومَرَّتِ الأسابيعُ، وتتابَعَتِ الشُّهورُ، و لَيْلَى تُعِدُّ الطعام الخاص المُمتازَ كُلَّ يومٍ لحماتِها، وتُعامِلُها كأنَّها أُمّها. و راحَتْ حماتُها تُعامِلُها كأنَّها ابْنَتَها! وصارَت المرأتان تتَعاملان مَعاً كأُمٍّ حَقيقيَّةٍ مع ابْنَةٍ حقيقيَّة!
و بدأ الشّعورُ بالذّنْبِ والنّدم يَتآكَلُ لَيْلَى. فتوجَّهت إلى تَاجِر الأعْشاب وقالَتْ لَهُ: »أرْجوكَ أعْطِني شيئًا مُضادًا للسُّمَّ حتَّى لا تَموتُ  حماتي! فقد صِرْتُ أحبُّها كأنَّها أُمي«.

ابـْتَسمَ التّاجِرُ و قالَ لها: »يا ليلَى لَيسَ هُناكَ ما يُثيرُ قَلَقَكِ! فأنا لَمْ أُعْطِكِ سُمّاً،بل  فيتامينات لِتقوِيَة صِحَّة حماتِك! السُّمُّ الوحيدُ كانَ في قَلبِكِ أنْتِ وفي مَشاعِرِكِ تجاهَها. ولَكن كُلُّ هذا قَد زَالَ بِمحبَّتكِ  لها.«


Attachment