بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة مسرح واسع رحبت أرجاءه وتشعبت مسالكه والسعيد السعيد من درج في مدارج الرقي والفلاح وكان كالغيث أين ما حل نفع وانطلاقاً من ذلك المسرح ومن روح الأخوة والعدالة ومن صميم الحب والعطاء كانت جمعتنا مع الأخوة المسيحيين فوق مائدة واحدة وتحت مظلة بعنوان
( دور المرأة في الحوار الإسلامي المسيحي )
اجتمعنا في اليوم الأول بعد عصر يوم السبت الواقع في 24/ 7/ 2010 حيث كان الاستقبال الرائع من قبل الأنسة باميلا أبي نادر التي نظمت هذا اللقاء الشيق وبعد أن وضعنا رحالنا في دير خريستفورس في صيدنايا انطلقنا إلى مطعم التلال لتناول الغداء مع الأخوة القادمين من مختلف الأقطار وفي الساعة الخامسة والنصف بدأ البرنامج بكلمة ترحيب من القس الدكتور رياض جرجور الأمين العام لمنتدى التنمية والثقافة والحوار والسيدة سابين كروسنبرونر رئيسة منتديات الحوار في الوزارة الخارجية النمساوية ومن ثم كانت الجلسة الأولى لهذا البرنامج برئاسة السيدة دعد الطويل قنواتي وهي أديبة وكاتبة من سوريا من حمص ولها مؤلفات وكتب عدة وكانت المحاضرة في هذه الجلسة للدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر وهي تحمل إجازة في الأدب الفرنسي وإجازة في الفلسفة وإجازة في الحقوق ودكتورا دولة في الأدب الفرنسي وتعمل أستاذة في المدرسة الحربية واستاذة في الكلية اللبنانية ومحاضرة في معسكر خدمة العلم – الوروار وهي رئيسة مجلس الفكر وعضو في اتحاد الكتاب اللبنانين وعضو في لجنة التحكيم لبرنامج ستديو الفن – المؤسسة اللبنانية للإرسال وكانت محاضرتها بعنوان ( المرأة عامل تنموي وصانعة سلام ) حيث بينت في هذه المحاضرة أن هدف المرأة الأسمى هو السلام والتنمية وأنه ليس كل جسد مرأة هو امرأة أو كل جسد رجل هو رجل بل الرجولة موقف. فكل إنسان لديه رجل برجوليته. وانتهى اليوم الأول بجلسة تعارف رائعة مع الأب دانيال نعمة والقس سلام حنا حيث تعرف كل منا على الآخر من خلال سهرة ظريفة وهادفة.
بدأ اليوم الثاني يوم الأحد الواقع في 25 /7 / 2010م وكانت الجلسة الأولى مع الأخت وردة مكسور من لبنان وكانت محاضرتها بعنوان فن تربية الإنسان أساس كل حوار وقد بينت أنه حتى يتم الحوار الإنساني نحن بحاجة إلى أسس مشتركة فالإنسان لا يصبح إنسان إلا من خلال التربية والمصدر الأساسي للتربية هي المعرفة المتواجدة في الكتب وغيرها والحوار ما هو إلا تبادل الحديث والمجادلة والكلام للوصول إلى هدف معين. وقد حددت أسباب فشل الحوار التي كان أهمها انعدام الاصغاء والأمية
ثم كان هناك استراحة قصيرة لنعود بعدها إلى الجلسة الثانية برئاسة الأستاذة المحامية نور الإمام من الأردن وكان فحوى الجلسة ( نماذج في تطوير وسائل الحوار واللواتي تكلمن بهذا الموضوع هن :الأنسة زهرا رشيد بيكي من إيران والأنسة رابحة الزبرة من البحرين والدكتورة : ميرهان فرج من مصر ،مدرسة الفلسفة والنقد الفني بجامعة حلوان و هي دكتورة مختصة بتصميم الأزياء الإسلامية في مصر وكان أهم ما جاء في نموذج الآنسة زهرا رشيد بيكي هو خارطة من أجل الحوار حددت بها النقاط التالية
خارطة للتفاهم ( إن الرفق ماكان في شئ إلا زانه الاتفاق والتلاحم
حملة بعنوان ( واجب المواطنة حقي وقد جمعت بين الإسلام والمسيحية بعدة أقوال
قوله تعالى : ( رب اجعل هذا البلد أمناً ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم
( انشروا في الأرض السلام )
وقول سيدنا موسى عليه السلام : ( طوبى لصانعي السلام)
وتحدثت رابحة عن تجربتها بإنشاء جمعية التجديد التي تهدف إلى إيجاد نقاط تواصل بين المسلمين بمختلف مذاهبهم فيما بينهم. وبين المسلمين وغير المسلمين في العالم والمحاضرة الثانية في هذه الجلسة للاستاذة كارن القارح من لبنان بعنوان ( حق المرأة في المكتسبات الاقتصادية وبذلك انتهت الجلسة الأولى وتلاها استراحة الغداء وبدأت الجلسة الثانية في هذا اليوم في الساعة الخامسة بعد العصر وكانت هذه الجلسة تضم ثلاث محاضرات الأولى للأستاذ : رودي بو عبدو من لبنان والمقيم في فرنسا وكانت محاضرته بعنوان ( الشهادة والتحديات للمرأة العربية ) ثم المحاضرة التالية للأنسة ريتا شمالي من لبنان ومحاضرتها بعنوان ( المرأة والمواطنة . الحق في الجنسية ) ثم كانت المحاضرة الأخيرة للدكتورة رفيدة الحبش من سوريا وكانت بعنوان (المواطنة في القران الكريم ) وقد بينت فيها حق المواطنة والعيش بسلام مع جميع أديان العالم , واستعرضت الآيات القرآنية التي تأمر المسلمين بالتعايش مع كل خلق الله والإحسان إليهم وعلى اختلاف أديانهم ومعتقداتهم وبعدها كان الافتتاح الرسمي للقاء الذي اعتذر عن حضوره معالي الوزير عبد الستار السيد وزير الأوقاف وناب عنه مدير أوقاف ريف دمشق الشيخ خضر شحرور , وكان في الافتتاح كلمة لسفيرة النمسا السيدة ماريا كنز وكلمة رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي للأستاذ القاضي عباس الحلبي وانتهى اليوم الثاني للمؤتمر بعرض فيلم (النصيحة ) للسيدة تغريد العزة من فلسطين حيث عرضت به واقع المراة الفلسطينية المطلقة ..وكان مؤثراً جداً وجريئا
يوم الاثنين الواقع في 26/7/ 2010م
بدأ هذا اليوم بالجلسة الأولى وكانت رئيسة الجلسة السيدة رضوى صلاح من مصر وكانت الجلسة حول مواطنة المرأة والدكتورة المحاضرة فيها هي الدكتورة ابتسام عطيات وكانت جلستها قيمة طرحت فيها أسئلة للمناقشة وركزت على أهمية المعرفة لبناء شخصية الإنسان ويجب أن نركز على القراءة حتى يتغير الواقع وبعدها قسم الحضور على مجموعات عمل حول موضوع المرأة و المواطنة والأسئلة التي تم مناقشتها في ورشات العمل هي هل من الممكن أن يشكل الدين إطاراً ( لتحرر) النساء في المنطقة العربية ؟ كيف يكون ذلك ؟ بمعنى ما الخصائص التي يتمتع بها الدين ليكون اطاراً فعالاً في عملية التحرير ؟ ما الذي ينبغي عمله لمنح الدين ذلك الدور ؟ ما التحديات التي يمكن أن تواجه هذه المقاربة ؟ بالإجابة على هذه الأسئلة تم انتهاء الجلسات في اليوم الأول وبعدها توجهنا إلى مدينة دمشق القديمة وقمنا بزيارة العديد من الكنائس وزيارة المسجد الأموي من الخارج بسبب الاحتفال بمراسم النصف من شهر شعبان المبارك
الثلاثاء 27/7/2010م
كانت الجلسة الأولى في هذا اليوم برئاسة السيدة فوزية العيوني من السعودية وعنوان محاضرة الجلسة ( الشهادة والتحديات للمرأة العربية وحاضرت فيها السيدة السي وكيل التي بينت في محاضرتها ماذا يعني مفهوم الإنسان فهو التثنية لشخصان أي لا وجود للانسان دون الأخر وأكدت على اهم التحديات التي تواجه المرأة من الأمية والزواج المبكر وعدم الانصاف بالمرأة وقالت في محاضرتها المقولة الشهيرة التي تقول إذا أردت أن يؤمن الناس بشيء فأعطيه للمرأة لأنها تستطيع أن تؤمن وتنقل ثم تلاها الأخ علي طالب من السعودية الذي قال بأن المرأة لن تحصل على حريتها حتى تحصل على بيئة ديمقراطية وواقعية وبعد استراحة قصيرة بدات الجلسة الجلسة الثانية برئاسة القس الدكتور رياض جرجور وبحضور الأب أغناطيوس هزيم و الأديب عيسى فتوح وكانت المحاضرة للأديبة الكبيرة كوليت خوري ومحاضرتها بعنوان ( دور المرأة في المجال الوطني والسياسي ) وقد علقت في محاضرتها على أمور عدة أهمها أن كل نجاح لا تسهم المرأة في تحقيقه هو نجاح عاجز أن يصمد في وجه الرياح والتحديات وأكدت على أن التحرر الذي نريده هو تحرر يدعم الرجل بالمرأة ثم انقسم الحضور إلى ثلاثة مجموعات عمل وقد تمحورت المجموعة الأولى حول موضوع الحوار وكان العنوان المقترح تفعيل دور المرأة والشبيبة في الحوار المعوقات والأساليب حول ذلك والمجموعة الثانية المواطنة/ ماذا تم اكتشافه وما هو حق المرأة في ذلك ؟ والمجموعة الثالثة أهمية التجديد في الخطاب الديني بما يخدم الحوار الديني وقد تم عرض التقارير وعرض النتائج وبعدها كانت الجلسة الختامية والتوصيات من قبل القس الدكتور رياض جرجور و تم توزيع الشهادات على المشاركين وانتهى المؤتمر بعشاء في مطعم التلال ودع به الحضور بعضهم وكل منهم قد طبع في نفس الآخر روح الأخوة والحب والعطاء
عن موقع : http://www.alandaluse.net
- 2431 views