أليس تزامن انعقاد جمعية سينودس الاساقفة العامة بروما تحت عنوان "كلام الله في حياة الكنيسة ورسالتها"، والاحتفال بيوبيل الالفية الثانية لميلاد الرسول بولس، من وحي تدبير الهي؟

فبولس والكلمة واحد لا يتجزأ. "تلّقاها فالتهمها، فكانت سرور قلبه وفرحه" (إر 16:15). فتن بها، ومن فرحه "حسب كل ما له من ربح خسارة من اجل المسيح... حسب كل شيء نفاية ليربح المسيح ويكون فيه" (فل3: 7 - 8). قلبت الكلمة المضطهد رسولا، أنبضت قلبه، اطلقت لسانه فأطلقها الى اقاصي المسكونة، ومكثت طليقة لا تقيّد ولو قيّد مطلقها الذي في سبيلها احتمل القيود كالمجرم. وقد بلغت الينا لتهدينا وتحيينا. أوليست "قدرة الله لخلاص من آمن؟" (رو 1:16).

اخي ملتزم التعليم المسيحي، الرب ارسلك كما ارسل بولس. وبولس اليوم يناشدك مناشدته تلميذه تيموتاوس: "ألحّ في اعلان الكلمة... اذ يجيء وقت لا يحتمل فيه الناس التعليم الصحيح بل يتبعون اهواءهم، ويتخذون معلمين يكلمونهم بما يطرب آذانهم، منصرفين عن سماع الحق الى سماع الخرافات" (2 تيم 4: 2 - 4). كما يناشدك استقاء الكلمة من نبعها الصافي، من الكتاب المقدس "اذ كله من وحي الله، يفيد في التعليم والتفنيد والتقويم والتأديب في البر" (2 تيم 16:3).

طالع الكلمة وتأملها. التهمها ودعها تدجّنك فتألفها وتعيشها، ويراها التلاميذ فيك قبل ان يسمعوها منك، فيزداد تصديقهم اياك اذ تكون هي المتكلمة فيك. وتضيء لك فترى المسيح فيهم، وعلى مثال بولس "تحنو عليهم حنو الام على اولادها" (1 تس 7:1).
ولا تنتظر مكافأة الا من عند الرب. فقد تلمسها برؤية تلاميذك او بعضهم يصغون الى الكلمة ويتذوقون طعمها ويعملون بها، ويقصدونك للاستشارة او استعادة السلام الى نفوسهم. سرّ وافرح لان الخلاص يتسرب بالكلمة الى قلوبهم. سرّ بما يردده لك بولس عن النبي اشعيا: "ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام" (رو 15:10) "والبس درع البر، واحمل الايمان ترسا، وانتعل الحماسة في اعلان بشارة السلام" فتعلي بنيان الرب ببنيان الانسان الجديد.

الاخ ايلدفنس خوري- جريدة النهار 10.11.2008