بَعدَ انتِهائِها مِن قِراءَةِ النَّصّ وشَرحِه، طَلَبَتِ المُعَلِّمَةُ إلى رامي أن يُعيدَه. راحَ رامي يَقرأُ مُتَلَعْثِمًا، مُتَأتِئًا وكَأنَّ هُناكَ مَن يَربِطُ لِسانَهُ أو يُمسِكُ بِه.
•    «ما بالُكَ يا رامي! لِم هَذهِ التَّأتَأة؟ إعتَدتُ عَليكَ بارِعًا في القِراءَة» سَأَلَتهُ المُعَلِّمَة.
فَأَجابَ رِفاقُهُ عَنهُ بِصَوتٍ واحِد: «مَدام، مبارِح حَط حَلَقْ بِلسانو»!!
    ماذا؟ أرْدَفَت المُعلِّمَةُ بِتَعَجُّب، أَحقًّا يا رامي؟ وكَيفَ تُقدِمُ على خُطوةٍ مُتَهَوّرةٍ كَهَذهِ! أَلا تَدري أنَّكَ مُعَرَّضٌ لِلإصابَةِ بِالإلتِهابِ؟ هل عَلِمَ أَهلُكَ بِفَعلَتِك؟»
فَما كانَ مِن رامي إلاّ أن أَجابَ بِنَبرَةٍ قاسِيّة، «مُتفلّتة»: «مَدام، عَم جَرِّب وَهَيدا الشّي عل موضَة! وأَصلاً ما حَدا إلو مَعي، لا إنتي ولا أَهلي!!! أنا حُرّ أَعمُل يلّي بَدّي، وَقِت ما بَدّي!!!»
هو مَثَلٌ من بَينِ الكَثير مِن الأَمثِلَةِ الّتي يَقومُ فيها شَبابُنا بِتَصَرُّفاتٍ أو يُرَدِّدونَ أَقوالاً «مُتفلّتة»، بِاسمِ الحُريَّة»!

وَنَحنُ نَسأَل: هَل الحُرّيّةُ هيَ أن نَفعَلَ ما نَشاءُ ونَتَكَلَّمَ بِما نُريدُ وَنُجَرِّبَ أَيِّ شَيءٍ دونَ قُيودٍ أو حُدود؟ وهَل تَتَحَقَّقُ وَتُعاشُ «بِالتّفلّت» وطَرحِ عَرض الحائِط كُلّ نَصائِح الحَريصين عَلَينا وَعَدَم الإلتِزام بِأَيّ مَبدَأ أو فِكرَة؟ ما هو التّفلّت؟ وما هِيَ الشّعرة الّتي تميّزه عن الحريّة؟

 

Attachment