كانَ الشَّعبُ اليَهودِيّ، عبرَ تاريخِهِ في العَهدِ القَديم، لا يَستَهوي كَثيرًا السَّيرَ في الطَّريقِ القَويمِ الّذي يَرسُمُهُ اللّه لَهُ وِفقَ شَريعَته وتَعاليمِه. فيُخطِىءُ مِرارًا وتكرارًا ضِدّ اللّه، ويَستَرسِلُ في طَريقِ الضّلال، فَيَسمَحُ اللّه بِأن تَحِلَّ بهِ وَبِالبِلادِ المَصائِبُ والآلام. وكَما أنَّ دَينونَةَ اللّه لِلخَطيئَةِ أَكيدَة فإنَّ غُفرانَهُ لِلتّائِبين وردّهم لِلعَلاقَةِ مَعَهُ أَكيدان أَيضًا، فَما إن كانَ يَتَصاعَدُ تَأَلّمُ الشَّعبِ وأَنينِه مَصحوبينَ بِالنَّدَمِ والتَّوبَةِ، حَتّى يُرسِلَ اللّه لَهُ مَن يُنقِذهُ مِن يَدِ ظالِميه.
وسِفر القُضاة الّذي يُسَمَّى بِسِفرِ الأَبطال، يَتَحَدّثُ عَن العَديدِ مِن الأَبطالِ الَّذينَ حاوَلوا إنقاذَ شَعبِهم مِن ظالِميه. ومِن ضِمن أولَئِكَ القُضاة الأَبطال «شمشون».
فَبَعدَ أن أَوغرَ الشَّعبُ في الشّطط، دَفَعَهُ اللّه لِلخُضوعِ إلى الفِلسطينِيّين مُدَّة أَربَعين سَنَة كانَتْ من أَصعَبِ ما مَرَّ على الشَّعبِ اليَهودِيّ. ثُمّ أَرسَلَ لَهُ شَمشون لإنقاذِه وكان ابنًا معجزة، وُلِدَ حَسَب خُطّة اللّه في حَياةِ والِدَيهِ منوح وزَوجَته، وكانَ عَلَيهِ أن يُشرعَ بِما أُعطِيَ مِن قُدُراتٍ جَسَدِيّةٍ خارِقَة، في إنقاذِ اليَهودِ من يَدِ الفِلسطينِيّين...

 

Attachment