«أهلُنا». نُحبُّهم نَعم ولَكِنْ، مَنْ منّا لا ينزعِجُ منهُم أحياناً. فهم، في رأيِنا، كثيرو الأوامر، يتَدخَلّون في الكَبيْرَة والصَّغيرَة ويَخنُقونَ حُريَّتَنا، أو يُحِبُّونَ أخانا أو أُختَنا أكثر منّا، أو يُريدونَ من خلالِنا أن يُحقِّقُوا طُموحَهم هُم، أو يَقومونَ بأمور تُحرِجُنا... فكيفَ نّتصرّف فِعليًا عندما «يُزعِجونَنا» وإلى أيّ نوعٍ من التّصرف نَحنُ مدعوّون؟

كيف أَتَصرَّف عندَما أَنْزَعِجُ مِن أَهْلي؟

قُمْنا بإستِفتاءٍ حولَنا وأتينا بالنّتيجة التّالية...

- أخرُجُ من البَيت ولا آبه لما يُتمْتِمانه.

- أدخُلُ إلى غُرفتي وأقفِلُ بابَها بالمِفتاح ولا أسمَحُ لهم بدُخولِها مَهما أصَرُّوا.

- أغْضَبُ كثيراً و لا أُنَفّذُ ما يَطلُبون مَهما أصرّوا...

- أجابهُهم وأرفَعُ صوتي أحياناً للتّعبير عن أحتِجاجِي على موقِفهم.

- أصرخُ و أخبرُهم أنَّني «لا أُحبّهم».

- أجرحُهم عَمداً بكلماتٍ قاسيَة جدّاً.

ماذا يقول الكتاب القدّس؟ «شو الصّح»؟

«فقامَ يوناتان عن المائِدَةِ غَاضِباً غَضَبًا شَدِيدًا ولمْ يأكُلْ طَعاماً في اليومِ الثّاني من الشّهر من حُزنِه عَلى دَاود لأنّ أبَاهُ قد أخزاه» (ا صموئيل 20/34)


قامَ عن المائدة!
علينا أن نُفكِّرَ مَليًّا قَبْلَ القيام بأَيِّ تَصرُّف. فحَتّى ولو كانَ يوناتان مُحقّاً في الشّعورِ بالأسَى بعد ما قامَ به أبُوه، فإنّ تَصرُّفه لم يَكنْ في محلِّهِ... الهروبُ لا يَحلُّ المشاكلَ. وَحدَهُ الحِوارُ الهادئُ والرّزين هُو الحلّ.
لنُصغِ الى ما يقوله مار بولس
«أيُّها الأبناء، أطيعوا والدَيكم في الرّبّ، فذلك عدلٌ. «أكرِمْ أباكَ وأمّك» تلكَ أوْلى وَصيّة يرتَبِط بهَا وَعْدٌ وهو «لتنالَ السّعادَةَ ويطولَ عمرُكَ في الأرض» (أفسس 6/1-3)

 

واجبُنا
سواء أعجبَنا أم لا، يدعو الله كُلّ «ابنٍ» إلى إطاعةِ والِدَيه. نعم نحنُ نملِكُ حقوقاً وامتيازات، ولكن علينا أيضاً واجبات.
فاحتِرامُ الأهل -حتّى عندَما يُزعجونَنا- واجبٌ مقدّس ومَصدَرُ نِعْمَة. من دونِهِ لا سعادَةَ حقيقيّة....
فلنطلُب إلى الرّبّ أن يُساعِدَنا على التّفكيرِ مَليّاً قبل القيامِ بأيِّ تَصرُّفٍ يُسيء إلى أهلنا أو التّفوّه بأيِّ كَلِمَة قد تجرَحُهم.


Attachment