إنّهُ البابا يوحنّا بولس الثّاني الّذي أعلَنهُ البابا بنديكتُس السّادس عشر يومَ الإثنين الواقع فيه 2 أيّار 2011 طُوباويًّا أمامَ مِئاتِ الآلافِ من المُؤمنينَ الَّذين احتَشدُوا في ساحَةِ القدّيسِ بُطرس في الفاتيكان.
وسيُحتفل بعيدِه ِفي 22 تِشرينَ الأوّل من كُل ِّعامٍ.
والحَقَّ أنَّ الكثيرَ من الكَاثُوليكِ اعتَبرُوهُ "قديساً" دُونَ تَطوِيب.
فقَداسَتُه تَفُوحُ مِن كُلِّ كَلمةِ حَقٍّ وَحياةٍ نَطَقَ بِها، مِن كُلِّ عَملِ رّحمَةٍ قام به، من كُلِّ فعلِ مصالَحةٍ عاشَهُ، من كُلِّ انتِصارٍ على الألَم حَقَّقهُ من كُلِّ تغييرٍ في نفوسِ الشّعوبِ أحدَثَه و من كُلِّ رسالَةِ رجاءٍ و سلامٍ ومحبّة وَجّهَها... فمَن هُوَ هَذا الشّخص العِملاق والإستثنائي؟ ما الّذي مَيّزَهُ وجَعلَهُ فَريداً؟
"إكو" يُشرِّفُها أن تَفتحَ مَلفّ البابا العملاق!
يوحنا بولس الثّاني 1978 -2005 على دَربِ القَداسة
١٨ أيار ١٩٢٠ : ولد في بلدة فادوفيس القريبَة من كراكوف في بولندا لوالِدَين كاثوليكيَّين مُتدَيَّنَين وَجرَى تعميدُه تحتَ اسم كارول جوزيف
فويتيالا.
١٩٣٩ : اختبأ عقبَ غزوِ ألمانيا النّازيّة لبولندا.
١ ت ٢ ١٩٤٦ : تمَّ ترسيمُهُ كاهنًا.
٢٨ أيلول ١٩٥٨ : عُيِّنَ مُساعِدَ أسقفٍ في كراكوف.
٨ آذار ١٩٦٤ : عُيِّنَ رَئيسًا لأساقِفة كراكوف. منحَهُ البابا بولس السادس لقبَ كاردينال .
١٦ ت ١ ١٩٧٨ : انتُخِبَ كبابا للفاتيكان رقم 264 تحتَ اسم يوحنا بولس الثاني
٢ نيسان ٢٠٠٥ : توفيَ عن عمرٍ يناهِزُ 84 عامًا بعدَ صراعٍ طَويلٍ مع المَرض.
100 عَملٍ مُهمّ أحرزَهم من بينها:
١٠٠ شخصية عالمية حَضَروا جنازتَه: 5 ملوك، 5 ملكات، 70 رئيس دولة ورئيس حكومة.
104 رحلَة قامَ بِها خارجَ إيطاليا.
822 ساعة أمضاها خارِجَ الفاتيكان.
١١٦٠ لقاءً عاماً ترأسَها. شاركَ فيها 17،64 مليون مُؤمن.
14 منشوراً.
١٣٣٣٨ شَخصاً طوّبَهم.
٢٣١ كاردينالاً سمّاهم.
132 بلداً زاره.
١٢٤٧٦١٣ كلم قطعه.
301 زيارة إلى رَعايا وأبرشيات في روما.
12 رسالة رعوية.
٢٠ سنة أمضَاها في كِتابةِ وَصِيتَه.
مليون مؤمن شارَكوا في تَطويبه.
581 ساعَةً أمضَاها خارِجَ إيطاليا (أي حوالي السّنة ونصف السّنة).
20000 خطاباً قَرأهُ أي ما يُعادِلُ 100000 صفحَة.
1٥٩ رئيس دولة إلتقاهم.
٤٨٢ قدّيساً أعلنَ قَداستَهم على مَذابحِ الكَنيسة.
14 إرشاد رسولي
بولَندي غير إيطَالي (1978).
يُنشىءُ الأيامَ العالمية للشّبابِ ويَلتَقي بِحَوالي العَشرة مَلايين شاب وصَبية.
يُطوّبُ بعدَ 6 سَنواتٍ فَقط من وَفاتِه.
يَتعرّضُ لإطلاقِ الرَّصاص ويُصاب (1981).
يلتَقي برئيسٍ روسيّ في الفاتيكان (1989).
يُصلّي في ديرِ عِبادَةٍ إسلاميّ (سوريا 2001).
يُطلِقُ مُبادَرةً عالميَّةً للحِوارِ بينَ الأَديان (أسّيزي1986).
يقومُ ب 4 رحلاتٍ سَنوياً مُرتَحِلاً ما يُقارِبُ 3 مرّات المساحة بينَ الأرض والقَمر أو ما يُعادلُ 31 مرّة حولَ العالم.
صَوتُ الحَقِّ والعَدلِ وَالمَحبَّةِ وَالسّلامِ
إنَّ إقامَةَ احتِفالِ التَّطويبِ في بيتَ لحمَ إنّمَا يُعبِّرُ عَن مدَى تقديرِ واحترامِ شعبِنَا للبَابا الرّاحلِ ومَواقِفِه النَّبيلَةِ الّتي اتَّخذَها في سبيلِ إعلاءِ صَوتِ الحَقِّ والعَدلِ وَالمَحبَّةِ وَالسّلامِ والتَّقارُبِ بينَ الشُّعوبِ، وَتكريسِ الحِوارِ بينَ الأُمَمِ طَريقًا وَحِيدًا للتّعايُشِ وَحَلِّ النِّزاعَات".
رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض،خلال كلمته في حفل تطويب البابا يوحنا بولس الثاني في محافظة بيت لحم يوم الثلاثاء 3 أيار 2011
صَفحَةٌ مُشرِقَةٌ في العلاقَاتِ الاسلاميَّة - المَسيحيَّة
إنَّ البابا يوحنّا بولس الثّاني فهِمَ بروحانيَّةٍ سامِيةٍ قولَ السيِّد المسيح في اإنجيل يوحنّا (10/16) " لَديّ خرافٌ أُخرَى لا تنتَمِي إلى هَذا القَطِيع" . أي معنَى وجُودِ الآخَر وَمعنى تَعَدَّد معارِج الإيمَان إلى الإله الواحِد . فكانَ انفتاحُهُ على الآخَرِ واحترامُهُ له ، تَعبيرًا عن قُبُولِه للتَنوُّعِ وعن إحترَامِهِ للاختِلافِ، ففَتحَ بِذلِكَ صفحَةً مُشرِقةً في العلاقَاتِ الاسلاميَّة - المسيحيَّة تحمِلُ توقيعَهُ مع المحبّة . ونحنُ اليومَ أحوجُ ما نكونُ الى قراءَةِ هذه الصَّفحةِ والاستفَادةِ بما فيها من رُوحانيَّةٍ وَمَحبَّة...
محمد السماك مستشار مفتي الجمهورية اللبنانية.
كان يُصلّي بِكُلِّ حياتِهِ. ويحمِلُ سُبحَتَهُ معهُ دومًا.
- كان يبدأ يومَهُ بالصّلاة، والتّأمل، وَينتَهي بمُبارَكة مَدينته، روما. ولمّا كانَ يستطيعُ أن يمشِي، كانَ يذهَبُ إلى النّافِذة؛ وَعندما لم يَعدْ بإمكانِه المَسير، وَكانَ ضَعيفًا جدًّا، كانَ يطلبُ أن نرفعَهُ لكي يرَى مدينَة روما ويُباركَها.
- كانَ يَقولُ دومًا أنَّ، يَسوعَ المسيح، خَلَّصَ العالمَ بآلامِه وَصَليبِه. وَلهذا الألم مِعنَى عَمِيق. وكانَ يقبَلُ الألمَ ولا يتَذمَّرُ وَلم يَكُنْ يخفِي ضعفَه وأَمراضَهُ. وَكانَ يُعطي قوَّةً للمَرضَى والمُتألِّمين.
- كان راعِياً للكنيسةِ بأسرِها. كان يُحبُّ وَطنَهُ بولندا وَلكنَّهُ كان يخدمُ كلَّ الكَنيسةِ ويحبُّ كلَّ البشريّة.
أمين سره الكاردينال “ستانيسلاو دشيفيش”
يوحنّا بولس الثاني مدرسة ومثال لكلّ مسيحيّ...
منه نتعلّمُ الصِّدقَ والشفافيَّةَ وَكَيفيَّة عَيشِ ايمانِنا وَالدِّفاعِ عن القِيمِ المَسيحيَّة، وَالانطِلاقِ في الحياةِ دونَ خوف؛
منه نتعلَّمُ الشَّهادَةَ لمَسيحيّتِنا بِشجاعَةٍ وَتماسُكٍ، مُترجمِينَ التّطويبَات إلى تَجرِبَةٍ يَوميّة.
منه نتعلّم الغُفرانَ وَالمُصالحَة والانفتاحَ على الآخرِ والحِوارِ معَهُ واحترامِ كلِّ الأديان والشّعوب ...
ختاماً، تعالوا نَشكُرُ الرَّبَّ لأنَّهُ وَهبَنا قِدّيساً مِثلَهُ.
وَلتُساعِدْنا العذراء مريم، أمَّ الكنيسَة لكي لا نُكرِّمَ الطُّوباوِيَّ الجَديدَ فَحسب، بل نتبَعُ تَعاليمَهُ ومثالَهُ بمعونَةِ النِّعمَةِ الإلهية ولكي نَكونَ في كلِّ الظُّروفِ على مِثالِهِ رُسُلاً مُجتَهدِين لابنِها الإلهيّ وأنبياءَ محبَّته الرَّحيمَة. آمين!".
- 1352 views