كانَ هنُاك رجلٌ ثريٌّ جِدًّا، أخذَ ابنَه في رِحلةٍ إلى بلَدٍ فَقيرٍ ، ليُريَهُ كيفَ يعيشُ الفُقَراء. وهكذا أمضَى الإثنانُ أيّامًا وليالٍ في مَزرعةٍ تَعيشُ فيها أُسرةٌ فقيرةٌ ...
في طريقِ العَودةِ، سألَ الأبُ ابنَهُ: هل رأيْتَ كيفَ يعيشُ الفُقَراءُ ؟
أجابَ الابنُ : نعم.
فقال الأبُ : إذًا أخبِرني ماذا تَعلّمْتَ مِِن هَذه الرّحلَة ؟
فقال الإبنُ: لقَد رأيْتُ أنّنا نملكُ كَلبًا واحِدًا ، وهُم -أي الفقراء-  يملِكُون أربعة! ونحنُ لَدَينا بِركةُ ماءٍ في وسطِ حديقَتِنا ، وهُم لدَيهم جَدولٌ لا نهايةَ لهُ. لقَد جَلَبْنا الفَوانيسَ لنُضيءََ حديقََتَنا، وهُم لديهِم النّجومُ تَتَلألأُ في السّماءِ. مساحَةُ بيتِنا تَنتَهي عندَ الحديقةِ الأماميّةِ ، ولهُم امتدادُ الأفقِ وتُرابَ الأرضِ كُلّه. لَدَينا خَدَمٌ يقومُون على خِدمَتِنا، وهُم يقومُون بِخِدمَةِ بعضِهِم بعضاً. نحنُ نَشتَرِي طَعامَنَا، وهُم يأكلُون ما يَزرعون. نحنُ نملكُ جُدراناً عاليةً لِكَي تحمِيَنا، وهُم يملكُون أَصدقاءَ يحمونَهم...
بعدَ كُلِّ هذا التّعداد،ظَلَّ والدُ الفتَى صامِتًا ...
عندهَا خَتَمَ ابنُهُ قََائِلاً: شُكرًا لَكَ يا أبي لأنَّكَ أريتَني كيفَ أنّنا فُقَراء!!!

Attachment