ظَهَرَتْ لُعبَةُ فورت نايت مُنذُ عامٍ واحِدٍ فَقَط لِتَنتَشِرَ كَالفيروسِ بَينَ الأَولاد، مُحَقِّقَةً أَرباحًا تَتَعَدّى خَمسينَ مَليونَ دولارٍ أَمريكِيّ، وَتُشيرُ الإِحصائِيّاتُ أَنَّ عَدَدَ مُستَخدِمي اللُّعبَةِ وَصَلَ إلى 100 مَليونِ شَخصٍ حَولَ العالَم...

 

لِمَ هَذا الإِقبالُ على هَذِهِ اللُّعبَة؟

تَصميمُها الذِّكِيُّ المُعتَمِدُ على خَيالٍ إِبداعِيّ! وَاللُّعبَةُ كَفيلةٌ بِتَقديمِ تَجرِبَةٍ مُمتِعَة، وَهَذا ما يَبحَثُ عَنهُ الأَولاد، فَبِمُجَرَّدِ فَوزِهِم على خَصمِهِم يَشعُرونَ بِالإِنجازِ وَالنَّجاح.

تُتيحُ المُشارَكَةَ الجَماعيّةَ في اللَّعِب، حَيثُ قَد يَصِلُ عَدَدُ المُشارِكينَ في المَرَّةِ الواحِدَةِ إلى 100 لاعِب، وَهَذا أَمرٌ هامٌّ بِالنِّسبَةِ لِلأَولادِ الّذينَ سَيَشعُرونَ بِالفَخرِ لَو وَصَلوا لِلمَراكِزِ الخَمسَةِ الأولى...

تَحتَوي اللُّعبَةُ على رَقصاتٍ مُختَلِفَةٍ تُشبِهُ الرَّقصاتِ البَشَرِيَّة، وَمُعظَمُها مُستَوحًى مِنَ الأَفلامِ وَالأَغاني العالَمِيَّةِ يَفرَحُ بِها الأَولادُ وَيَرقُصونَها لَيسَ فَقَط في خِلالِ اللُّعبَةِ إِنَّما أَينَما وُجِدوا.

 

ما هُوَ تَأثيرُ هَذِهِ اللُّعبَةِ وَأَينَ الخُطورَة؟

أَوضَحَ الطَّبيبُ النَّفسِيُّ الأَمريكِيُّ ليونارد ساكس، أَنَّ التَّعَرُّضَ الطَّويلَ لَها هُوَ ما يَجعَلُ ضَرَّرَها أَكبَرَ لأَنَّها تُسَبِّبُ التّالي:

¯ تُنَمّي العُنفَ لَدَى الوَلَدِ فَيَنشَأُ على أَساليبِ الجَريمَةِ المُختَلِفَة، وَيَتَعَرَّفُ على حِيَلِها، وَقَد يُصبِحُ عُدوانِيًّا في عَلاقاتِهِ مَع أَصدِقائِهِ بِالمَدرَسَة.

¯ تُعَلِّمُ الأَنانِيَةَ لأَنَّ الوَلَدَ يَسعَى داخِلَ هَذِهِ اللُّعبَةِ لِلوُصولِ لأَهدافِهِ مِن خِلالِ إِزاحَةِ الآخَرينَ مِن طَريقِه.

¯ تُبعِدُ الوَلَدَ -شَأنَها شَأنَ باقي الأَلعابِ الإِلكترونِيَّة- عَنِ المُشارَكَةِ المُجتَمَعِيَّةِ وَتَجعَلُهُ يُفَضِّلُ العُزلَة.

¯ تَقودُ إلى التَّراجُعِ الدِّراسِيّ، لأَنَّ الوَلَدَ بِالطَّبعِ يُهمِلُ دِراسَتَه.

 

تَدفَعُ الوَلَدَ في بَعضِ الأَحيانِ إلى السَّرِقَة، فَفي المُستَوياتِ المُتَقَدِّمَةِ يَجِبُ الدَّفعُ حَتّى يَستَمِرَّ اللَّعِب، وَهَذا بِالطَّبعِ يُجبِرُ بَعضَ الأَولادِ على السَّرِقَةِ لأَنَّ شَغَفَ اللَّعِب وَالرِّبحِ فيها يَمتَلِكُهُم.

 

وَأَكَّدَتْ دِراسَةٌ نُشِرَتْ بِمَوقِع Fobres أَنَّ الأَولادَ الّذينَ يَقضونَ أَكثَرَ مِن نِصفِ يَومِهِم في الأَلعابِ الإِلكترونِيَّةِ ظَهَرَتْ عَلَيهِم آثارٌ سَلبِيَّة، وَتَبَيّنَ أَنَّهُم غَيرُ نَشِطينَ اجتِماعِيًّا، وَيُعانونَ مِن مَشاكِلَ في السَّمَعِ وَالرُّؤيَةِ وَالتَّركيزِ وَلَكِن الأَطفالَ الّذينَ يَقضونَ أَقَلَّ مِن 3 ساعاتٍ في الأَلعابِ الإِلكترونِيَّةِ أَفضَلُ حالاً.

 

إِذًا انتَبِهْ يا صَديقَ «إكو»

إِلعَبْ وَلَكِن بِاعتِدالٍ وَتَذَكَّرْ أَنَّهُ عَلَيكَ أَن لا تُهمِلَ الدِّراسَةَ وَأَن تَكتَشِفَ هِواياتِكَ بَعيدًا عَن الأَلعابِ الإِلكترونِيَّة: رَسم، رِياضَة، تَصوير، موسيقَى وَأَن تَقضِيَ وَقتًا نَوعِيًّا مَعَ العائِلَةِ وَالأَصدِقاءِ وَمَعَ اللّه...

Attachment