لأن المرأةُ تحتلُ في مجتمعنا مكانةً أدنى من الرجلِ وتفتقرُ الى الكثيرِ من المزايا التي يعطيها المجتمعُ له مما يجعلُها تشعرُ وكأنها مواطنٌ من الدرجةِ الثانية بالقول: "القيمة اليوم للستات" وتكتفي بذلك آخذةً الدور الخلفي وتكرس القول السائد "وراء كل رجل عظيم امرأة" فيما يلي محاضرة  للأخت  وردة مكسور  أُلقيت في المؤتمر التحضيري لسينودس لبنان في مدرسة مار يوسف - قرنة شهوان. ونُشر جزء منها في مجلّة "بيبليا" وكاملة في مجلة النشرة، بيروت 1996

 

المرأة في الواقع الكنسي واللبناني

مقدمـة       

        صحيحٌ  ان لبنان قد تبنى بموجب القانون الصادر بتاريخ 7/12/55، الاتفاقيةَ الدولية المتعلقة بحقوق المرأة السياسية لجهة حق الانتخاب وتبوىء المراكز العامة على قدم المساواة مع الرجل. وصحيحٌ ايضاً ان القوانين والانظمة المرعية الاجراء قد حذفت كل ما من شأنه احداث أي خلل في المساواة بين الرجل والمرأة في مختلفِ الميادين.

        وصحيح ايضاً انه منذ عام  1973 أسس قداسةُ البابا بولس السادس لجنةً لدرسِ دورِ المرأةِ في الكنيسةِ وفي المجتمع. وأنَّ العالمَ احتفلَ سنة  1975 بالسنة ِالعالميةِ للمرأة وأقيمَ في خلالها دوراتٌ عديدةٌ واجتماعاتٌ للتباحثِ بدورها  وتصحيحِ وضعها.

        وصحيحٌ كذلك أن مجلسَ الكنائسِ العالمي قد قرّرَ في كانون الثاني 1978 أن يبدأ عقداً مسكونياً للكنائس تضامناً مع المرأةِ بهدفِ التحررِ من التعاليمِ والممارساتِ التي تُنقِصُ من  حقّها.

        وصحيح ايضاً انه عندما كان قداسة البابا في ستراسبورغ عام  1988 مجتمعاً مع ملايينَ من الشبان والشابات وكان بابُ الاسئلةِ مفتوحاً . طرحوا عليه سؤالاً عن دورِ المرأةِ في الكنيسةِ فكان هذا السؤالُ الوحيدُ الذي لم يلقَ جواباً. بمعنى انه لا يطرح اي مشكلة هنا.(شاهد عيان[1])ولكنه اعطى جوابا مسهبا في رسالته الرسولية:كرامة المرأة ، في السنة نفسها.

        لكن، بالرغم من كلِ هذه الخطوات المحليّة والكنسيّة، وبعيداً عن كل المساعي الخيّرة وبخلاف كل النصوص، يبقى واقعُ المرأة في لبنان مَشوباً بكثيرٍ من الاشكالاتِ ولا تزالُ المرأةُ تجدُ ُنفسَها بعيدةً عما تطمحُ اليه  كانسان كامل له حقوقِ وعنده واجباتِ قادر ان يبرز خصوصيته.

        موضوعٌ لن يسعَنا معالجتَه بوقتٍ محدّد، وانما سنكتفي باستعراضٍ سريعٍ لبعضِ النقاطِ الاساسيةِ المتعلقةِ به لجهةِ واقعِ المرأةِ في لبنان والكنيسة والخلفياتِ العميقةِ لهذا الواقعِ وتصوّرِ معالجةٍ شاملةٍ لهذا الوضع.

1- واقع المرأة في لبنان

        واقعها يحمل علامات امل ورجاء وصرخة ألم .

        أ- علامات رجاء : ان نجد حالياً ثلاثَ نساءٍ لبنانياتٍ يتبوأن كرسيَ النيابةِ في حين لم تتبوأ اي امرأة كرسيَّ الوزارة حتى تاريخه. وهنا احب ان اكرّر، إن القانونَ اللبناني لا يمنعُ المرأةَ من الوصول لكن الناسَ يفعلون ذلك .وفي عام 1977 أخبرتنا المحامية ميليني توباكيان "ان المرأة مُنعت في لبنان عدة مرات من خوض امتحانات "معهد القضاء المدني" ورغم التظاهرات والمطالبة الملحة، فالنتيجة كانت انها منعت [2] والان لدينا على الأقل خمسون قاضي من النساء.

        ومن بين مئتينِ وخمسينَ مديراً  عاماً تقريباً في الادارة اللبنانية هناك امرأة واحدة  برتبة مدير عام. ومن علامات الرجاء والأمل نذكر اهمية دور الأمومة في منطقتنا وفي بلادنا خاصة:

2- أهميّة دورُ المرأة كأم

        ان لأمومةِ المرأةِ دوراً خاصاً في اطار دورها المشترك مع الاب، بل انه الدورُ الاوفرُ تطلباً. وان كان من شأنِ الرجلِ والمرأةِ معاً ان يكونا ابوين، الاّ ان المرأةَ تسهمُ في هذا الشأنِ اكثرَ بكثير، لا سيما في الحقبةِ السابقةِ للولادة. ولا قيمةَ لمنهجِ عملٍ يتناولُ "التعادلَ في الحقوقِ" بين النساءِ والرجالِ، اذا لم يأخذ هذا الواقعَ بعينِ الاعتبارِ ويركّز عليه.

        "ان الامومة تنطوي على مشاركةٍ خاصةٍ في سرّ الحياة، الذي ينضج في احشاءِ المرأة. والمرأة تعجبُ بهذا السر. وتدركُ بوجدانِ فريد ما يجري بداخلها ... وعلى ضوءِ روايةِ البدء " تقبل الام الطفل الذي تحمله بأحشائها؛ وتحبه بوصفه شخصاً  وهذا النوعُ الفريدُ من الاتصالِ بالكائنِ البشري الجديد في فترةِ الحمل، يولّد بدورهِ لدى المرأة موقفاً مميزاً من الانسان [3]وهنا اهمية القبول او عدمه، وكيفية قبول الانثى والذكر بالتساوي.

        ويجب ان لا تُغفِلُ تربيةُ الطفل، في مجملها دورَ الابوين المزدوج، دورُ الاب والام. الاّ ان دورَ   الام حاسمٌ في ارساءِ اسسِ الشخصيةِ البشريةِ الجديدة[4]

        ان الامومةَ هي عمليةُ تكوينٍ جديدةٌٍ تتمُّ في داخلِ المرأةِ وجسمِها. ولها قدرةٌ على الخلقِ لانها تُساهمُ في تكوينِ انسانيةِ الكائنِ البشريّ الجديدِ ."وترضعه مع الحليب العطف والحنو وتُنْشِئُه على المحبة والرحمة والعدل والقيم كلها"[5].وهذا الدورُ يفوق كل الادوار البشرية أهميّةً وسمواً.

ان المرأةَ التي تهبُ نفسَها لحبٍ كبيرٍ او عملٍ عظيم، وتتفانى في ذلك الى حدّالمغالاة، ترتفع الى قمةٍ لا يصلُ اليها الرجالُ "انها تصنع الكرامةَ الانسانيةَ بمعناها الموحَّدِ الشامل، ولكن عملها في ذلك كله تكليف لا تشريف".     

        والقرآنُ عينُه ما لبثَ ان خصّ المرأةَ في صورةِ الام بأعظمِ تكريمٍ واسماه في قوله تعالى "ووصينا الانسانَ بوالديه، حملته امُه  "ان الله يوصيكُم بامهاتِكم ثم يوصيكم بالاقربِ فالاقربِ .للإمام السيد محمد رشيد رضا.

        وشبيه بهذا ان رجلاً جاء رسولَ الله فقال : من أحقُّ الناسِ بصحبتي قال :"امُك"  ثم مَن ؟ امُّك . ثم مَن ؟ امُّك . ثم مَن ؟ ابوك . هكذا كرّم الاسلامُ المرأةَ اماً .

        ب - مواضع الألم  :

        1- كبت المرأة

         المرأةُ مكبوتةٌ في لبنان وهي مرتبطةٌ بشكلٍ دائمٍ بولي أمرٍ  ذكر، ففي المرحلة  الاولى من حياتِها  تخضعُ لسلطةِ  ابيها او اخيها ومن  ثم تنتقل  من سلطة الأبِ او الأخِ الى سلطةِ الزوج .  هناك دائماً من يمارس عليها سلطتَه كي يساعدَها في تحقيقِ نفسِها. والجميع يعلمُ بأي صعوبةٍ تنتزعُ المرأةُ، من ولي امرها، حقاً من حقوقها. فهي ان ارادت ان تعتنق مهنةً ما قيل لها ان تبتعدَ عنها لانها للرجال فقط ووجهت نحو مهنٍ ثانوية محدّدةٍ تنسجم مع انوثتِها ودورِها كأم !لذلك توظفُ المرأةِ في اعمال معينةٍ كالتدريس والطبّ والتمريض والسكرتاريا.     

ويؤكّد البعض مثلاً  أنّ المرأة لا تصلح لأعمالِ القضاءِ والدبلوماسية والاعمال التي تتطلبُ جهداً عقلياً. و في موقعِ العملِ يتم التركيزُ دائماً لا على اساسِ كفاءتِها وحماسِها بل على دورِها كأنثى في موقِعِ العمل.    

2- تكريس الادوار

  - تفهمُ الفتاةُ منذ طفولتِها بأنها خلقت لدورين محددين هما الزوجية والامومة في المعنى الحصري للكلمة. رغم ان هذا الدور جميل ومهم جداً ولكن التصلب والتركيز المفرط  في منطقتنا يحد من مفهوم الامومة التي هي اوسع من الانجاب . وسرعان ما يتكرَّس هذا التصورُ لدى المرأة في الحياةِ من خلالِ تجارب الفرد اليومية وتوقعات الآخرين منه ونوع الاعداد الذي يُوفر له في مختلفِ مراحلِ عمره.وترى أن هذا الوضع طبيعيٌ وتقبلُ به كما هو.وهذا يعودُ كما بينه علماء الاجتماع "الى ان كل فئة اجتماعية مغلوبة تتبنى نظرة الفئة المسيطرة"(١) [6]"فالرجلُ ربُها وسيدها وهي تقرأ الحياة من خلاله[7]"(٢) ولا تتجاسرعلى التغير وحتى على التساؤل الذي يولد الاقتناع.[8]      

        لذلك عندما طرحنا على  500 امرأة[9] ما هو الدورُ الذي يناسبُك والدورُ الذي يناسبُ زوجِك ،  فالأكثريةُ تكرسُ الوضعَ الراهن والفكرةَ السائدة :

                                          لها                    لـه

- سياسي             14.96 %  49.75 %

- اجتماعي           21.15 %  34.02 %

- ديني                26.27٪            17.83 %

- اقتصادي           38.82 %  61.07 %

- تربوي              81.51 %  27.34 %

        ويتّضح من هذا البيان أنّ تصوّر الدور الذي على المرأةِ ان تلعبه ينطبق وواقعَها التربوي بعيداً عن النشاطاتِ التي تستدعي تركَ المنزل ومواجهة الحياة فهي تترك الدور السياسي والاقتصادي لزوجها وتحتفظ بالبيت وبدورها التربوي اي انها تكتفي بالصورة الموروثة عنه.

3- مكانة المرأة الاجتماعية

        والمرأةُ تحتلُ في مجتمعنا مكانةً ادنى من الرجلِ وتفتقرُ الى الكثيرِ من المزايا التي يعطيها المجتمعُ له مما يجعلُها تشعرُ وكأنها مواطنٌ من الدرجةِ الثانية بالقول: "القيمة اليوم للستات" وتكتفي بذلك آخذةً الدور الخلفي وتكرس القول السائد "وراء كل رجل عظيم امرأة".

وعملياً : -تفاوتُ الاجورِ  بالعمل ذاته وهذا موجود حتى في كندا.

  وجودُ اعمالٍ مغلقةٍ في وجه المرأة على انها اعمالٌ تتفقُ وطبيعةَ الرجل مثلاً : جراح - قاضٍ ....

        "لأن الرجلَ هو الذي يضع امامَها العراقيلَ ويعتبر بعض المجالاتِ المتخصصةِ مغلقة عليه من دون المرأة (٢).

4- الممارساتِ الحياتية فيها " يُسمح للابِ او الزوج او الاخ بقتلِ ابنتِه او زوجتِه او اختِه اذا ضبطها في حالة الزنا او في علاقةٍ غير شرعيةٍ مع رجل ، وعقوبتُه هي الاحكامُ  المخففة ،  لأن جريمته  هي للدفاع عن  الشرف  والعائلة"  (3).

5- توزيعُ الادوار داخلَ الاسرة مجحفٌ بحق المرأة العاملة "مع ان العمل لا يهدف فقط لكسب المال بل هو ضرورةٌ لتنميةِ شخصيةِ الانسان".

        عندما تعودُ الى البيت تجد امامَها يوم عملٍ اضافي ينتظرُها دون رحمة، بسبب ما تواجه من مهماتٍ منزلية وتربوية لا تزالُ ملقاةً على عاتقها بشكل رئيسي نظراً لاحجام الزوج عن تحملِّها معها خوفاً من أن يعرّضَه ذلك للاحتقار من قِبَل محيطه  

6- صورة المرأة في الصحافة والاعلان تقتصر على نقاط مثيرة للرجل وتعنى بشؤون عالم البيت والجمال والازياء والطبخ والصحة داعية اياها الى الاستهلاك وبتصوير  عالم المشاهير والشخصيات  المغرية  والمحببة.  ونركز  بالتحديد

مجلة "الحسناء" الواسعة الانتشار ومجلة ""Femmes الفارغة من اي تفكير والتي

ترافق Magasine وتحمل كل الدعايات. تكرس صورة المرأة التقليدية بغطاء مفاهيم جديدة ومتطورة.

7- الفروقات الثقافية وانتشار الاميّة

        أ- انتشار الامية الى حد اليوم وخصوصاً في العالم الثالث. ففي لبنان هي :

        15 % للذكور              32 % للإناث      

        اليمن 84 ٪ للذكور 99 % للاناث ،  و 94 %في السودان الخ..(١)

        ب- الفروقات الثقافية في العائلة بين الرجل والمرأة :

%

أميّ

ابتدائي

تكميلي

ثانوي

جامعي

متخصّص

الزوج

6.76

27.05

22.13

19.47

12.09

11.48

الزوجة

10.86

26.02

26.23

24.39

9.43

2.66

 

        وهذا يظهر أنّ مستوى المرأة الثقافي هو أفضل من مستوى الرجل في المرحلة  الاولى في حين أنه يتدنّى في المراحل العليا والمتخصّصة. وكل هذا ينعكس على حياتها وعيش دورها وخصوصيتها.     

8- مكانتها في التربية المدرسية والجامعية

        في لبنان ،  نذكر على سبيل المثال مكانتها في التربية المدرسية من خلال  مدارس رهبنة منتشرة في كل انحاء لبنان عام 1990.

        عدد المعلمين        نساء 1448         رجال 512 المجموع 196 معلم

         نسبة المعلمين

        على 26 معلماً في الحضانة يوجد رجل واحد اي ٩٩٪ من النساء

        على 114 معلماً في الابتدائي يوجد 6 رجال فقط نسبة 95 %

        على 425 معلماً تكميلياً يوجد 121 رجلاً نسبة 80 ٪

        على 1046 معلماً ثانوياً يوجد  278 رجلاً أي نسبة 60  ٪

(١)  كوستي بندلي - تعليم الفتاة وآفاق المرأة - منشورات النور، ص 63.

        ومن هنا يبرز توجّه المرأة نحو التربية التي تشكل امتداداً لرعاية اولادها.ولكنها كلما عَلا المستوى كلما قل عدد النساء.هذا في لبنا ن  وفي فرنسا ايضا حيث ينحصر دور المرأة في جزءٍ محدودٍ من المجالِ المهني اي في 30 نة من اصل  300 وذلك كما بيّنته بتبيدر ووضحت ان المهن الحرة لا تضُم في صفوفها سوى 26٪ من النساء وتلاحظ ان النساء يؤلِّفن في الوقت الحاضر نسبةً كبيرةً من المشتغلينَ بالتعليمِ ولا يشكلن سوى 8 ٪ من اساتذةِ الجامعاتِ .(٢)

        اذن التربيةُ كما نلاحظ هي في أيدي النساء اللواتي ينقلنَ القيمَ والمقاييس الاساسيةَ الى الاولادِ ليس فقط في الطفولةِ ولكن بعد سنِ العاشرة.

         وبأغلب الاحيانِ  هي التي تفرض على الفتاة أن تعيشَ  واقعاً مريراً من التمييز بين الانثى والذكر فعليها ان تكونَ مهذبةً وتتنازلَ عن حقوقِها لمصلحة اخيها الأكبر او الأصغر لا فرق. وتفاخرُ الامهات بهدوء بناتهن في حين يتباهين بورشنة ابنائهن :"عندي ولد ورش" يخزي العين. وكلما ازدادَ الولدُ ورشنةً كلما حسنَ في عين امهِ في حين تبقى الفتاةُ هادئة في الزاويةِ مطيعةً مكسورةَ الجناحِ لا لشيء الاّ لأنها انثى.

        وحيثما اتجهتِ الفتاةُ اللبنانية تجد تفضيلاً مفرِِطاً للذكر على الانثى. فحين يولد الصبي تحتفلُ العائلة وتنفرج الاساريرُ وتوزَّع الحلوى دون حساب في حين تُستقبلُ الفتاة بأكثرِ الحالات بالحاجبين المقطبين وبالغضب وبالتحسر. ويروى عن رجل غَضِبَ من امرأتِه لأنها انجبت فتاةً ولم يعد يكلمُها لمدةِ شهرٍ واحد. وحتى هذا  اليوم اذا ساد صمتٌ في جماعةٍ صغيرةٍ يقال "خلقت بنت" ولو كان على سبيل المزاح هذا له ابعاده.

اا- في الواقع الكنسي

علامات الامل والرجاء:

1- أولُ علامة رجاء هي اجتماعُنا اليوم هنا لنتداول بشؤون المرأة وقد اعطتها الوثيقة المجمعية التفاتة خاصة. "و موقف الكنيسة من المرأة ايجابي وهو نابع من موقف يسوع منها، وقد كلمها وأحبها وتركها تتبعه حتى الصليب" (٣)      

        "عندما ندرك  المسيح ، يقول سيادة المطران جورج خضر،ليس من يتقدمُ على آخرَ فيهِ نصلُ الى المساواةِ الكاملةِ  في الكرامة وبعدها الخصوصيات" (٤).

2- منذ  الجمعياتِ المسيحيةِ الاولى نرى للنساء دوراً مهماً في البشارةِ وتأدية الرسالة والخدمة وتدريبِ الكنائسِ الناشئةِ وليس من تفرقةٍ حسبَ الجنس. بعضُ النساءِ كانت نبياتٍ وهذه العطيةُ وُهبَت لها كما وُهبت لبعض الرجال وقد اعترفت بها الكنيسة.

(٢) كوستي بندلي - تعليم الفتاة وآفاق المرأة - منشورات النور، ص 63.

 (٣) المتروبوليت الياس عودة - محاضرة في قبرص تموز 1990.

(٤) المطران جورج خضر. المرأة في الكنيسة والمجتمع. مجلس كنائس الشرق الاوسط ص ١   

(٣)الاب جان كوربون ،في المرأة في الاهوت الكنسي،مجلس كنائس الشرق الاوسط، ص. 88.

3- في القرن الثاني كان في الكنيسة شمّاساتٌ "وفي نهايةِ القرنِ الرابع كنَّ يُحسبن من بين الاكليرس اذ يخضعن للرسامةِ بوضع الايدي اي للشرطونية ".(٣)هذا يثير بعض الاسئلة لدينا وهذا ما تتطرق له السيدة دنيز حريق.

4- وفي مجلسِ البطاركةِ والأساقفة الكاثوليك في لبنان قد توصل مجلس الرئيساتِ  العاماتِ الى ايفاد ممثلتين عنه ليشاركا في الاجتماعات فشاركتا ايضاً في اللجان واعدادِ الدراسات ، مع العلم بأن اكثرَ الخدماتِ التربوية والصحية والانسانية

هي باستلام الراهبات او بادارتهن.

5- وكلّنا يعلم أنّ عدداً كبيراً من الرهبنات تأسّس لمحاربة الجهل والأمّية عند الفتاة ومن بينها رهبنتنا عام ٣٥٨١ وهي تعمل بالاتجاه نفسه.                        

6- وفي المعاهد اللاهوتية قد بدأت النساء بالاشتراك بالتعليم الجامعي ولو بعددٍ ضئيل وبموادَ تعتبر من الدرجةِ الثانية. ففي الجامعات الكاثوليكية والمعاهد اللاهوتية تمثّلت المرأة بين الاساتذةوفي الادارة. وفي البلمند يوجد خرّيجاتٌ قليلاتٌ ومعلّمات قلائل أيضاً . وأمّا في كلية اللاهوت للشرق الادنى  البروتستنتية فقد تولت المرأة مركز العميد  منذ عام 1992.

امّا مواضع الألم. ولكن ويا للأسف عندما تأخذ المرأة مركزاً ولو كان مهماً يُستخفُّ به وكأن النساء تحطُّ من قيمته في عقليةِ الاغلبيةِ من الناس.

- كما في المجتمع كذلك في الكنيسة "التربية" بكل ابعادها منوطةٌ بالمرأة او بالرهبنةِ ورغم هذه المسؤوليةِ الكبيرةِ والثقة فلا يزالُ البعض يقول :

        " ما بفتكر بتنجح بلا خوري " بما يخص السهراتِ الانجيليةَ اذا عُرِضَ على بعضهم ان يتقاسموا العمل. فالنجاح منوطٌ بالكاهن .

        لا تبغي الكنيسة ابدا ان تحد من تطلعات المرأة وان تقيد حريتها او تلجم طموحها. الكنيسة لم تأخذ قط مثل هذا الموقف. "ولاهوت الكنيسة لا يمنع المرأة من العمل او الوصول الى مراكز قيادية (١). مع العلم بأني كنتُ من بين النساء اللواتي منعنَ في بادئ الأمر من التقدم الى الماجيستير عام 1974 ذلك في المعهد الكاثوليكي، في باريس،ولكن اثبات الوجود كان مهما للجميع ،ودائما يوجد بداية. وحتى الأن ليست في مراكز القرار .

        ولكن الخدمة الاسرارية لا تزال منوطةً بالكاهن وحده "ولهم وحدهم اعطيت الوصية، التي تؤمن استمرار سر الإفخرستيا : (٢)والكهنوتُ لا يخصُ المرأةَ .ويرفض الاساقفة التفكير به او تحليلَ الاسباب التي تبعدُ المرأة لأنها معروفةٌ عندهم (٣)وقد خصها المجمع الفاتيكاني الثاني

(٢) و(٣)البابا يوحنا بولس الثاني ،كرامة المرأة،ص 104.

(١)  و (٤)والمتروبوليت الياس عودة في محاضرة القاها في قبرص 1990.

(٥)الأب كوربون ،في المرأة في الاهوت الكنسي،مجلس كنائس الشرق الاوسط،ص 98  والبابا يوحنا بولس الثاني في كرامة المرأة ص 105.

 بشمولية الكهنوت ومشاركتها في الكهنوت الواحد (رومية 21:1) ان الاسباب ليست لاهوتية ، يقول سيادة المتروبوليت الياس عوده ،ولكن الاراء حول هذا الموضوع فردية، وبانتظار ان تأخذ الكنيسه الموقف المناسب في الوقت المناسب" (٤) ، تنصرف المرأة الى تربية ذاتها وتربية العائلة والنشىءِ مسيحيا.و" الكهنوت هبة من هبات الله  الكثيرة والروح ينشر مواهبه حيث يشاء ولكننا لم نلحظ في تاريخ الكنيسة الاولى سيامة امرأة."والكنيسة حتى  الان تعمل بالتقاليدِ والعوائد وهي اقوى من ان تتزعزع.فما هي حاجاتُ الكنيسة اليوم التي تدعنا نطرح هذا السؤال وهل ان الامر يعود الى اسباب  حضارية ؟"هل تعود الى تخصص الرجل والمرأة بدعوة متميزة لكل منهما في سرّ الكنيسة كما هو الحال في سرّ الزواج؟"(٥)

        لذلك قد يطلبُ منا ان نصليَ ونستدعيَ الروحَ القدس كي  نتجدّد بروحه                 

        - فمهما تقدمت مفاهيمُ الكنيسةِ بهذا المجال نرى ان التقدُّمَ بطيءٌ جداً وأن التقاليدَ قائمة.        فهي العاملةُ الدؤوب على الارضِ في حقل التربية والبشارة ولكنها تأخذ دائماً الدور الخلفي او الثاني  ويكفيها ذلك.  

        البعض منهن عندهنّ الجدارةُ الكافية والمؤهلات ايضاً ولكن دورها يبقى الثاني او الخلفي تعمل لانجاح مشروع  فينجح  الرجل  ومتى تمّ هذا النجاحُ يُنكر عليها دورها.

2- الخلفيات العميقة لهذا الواقع هي تربوية،ثقافية، نفسية وإجتماعية.

1) تربية المرأة كما هي موروثة وسائدة بأكثر الاماكن اللبنانية والشرق اوسطية

        يأخذ الولد من امه وهو في بطنها ما سيكوِّن شخصيته المستقبلية. وكل ما تعطيه المرأة هو عائدٌ الى التربية التي اخذتها في طفولتها سواءً في العائلة التي عاملتها بمثل ما تعامل به اولادها، او في المدرسة  حيث تُلقّن المعلومات ويسجلها الدماغ. تلك التربيةُ التي نعرفها جميعُنا حَرَمَت الكثيرين منهم من مقومات الانشراح والحرية اللذين لا يحصل نضج حقيقي دونهما. والسلطوية من جهة والحماية المفرطة من جهة اخرى عائدة الى التربية.

        "زد على ذلك الشروطَ الاجتماعيةَ والحضاريةَ والضغوطاتِ التي تمارسها الطائفة الدينية والعشيرة اللتان ينتمي اليهما الفردُ بمجرد حلم الولادة ويتعرَّضُ لشتى انواع القمع والقهر على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي."(١)

        والمرأةُ تتحمّلُ القسطَ الاكبر من السلب الذي يعاني منه الانسانُ عامةً في مجتمعنا. لأن التقييم المفرط للذكور يسحقها مخضعاً اياها لتبعيةٍ ثقيلةٍ تحولُ دون نضجها. من جهةٍ اخرى المجتمعُ لا يخدِمُها ولا يعترفُ بها الاّ من حيث هي أم، وبالتالي

يدفعُها الى تحقيق ذاتِها بشكلٍ حصري في مجالِ الامومة فيتحوّل دورها الأسمى الى قيامَ علاقةٍ خانقة بينها وبين طفلها، الطفلِ الذكر على وجه الخصوص.

(١) كوستي بندلي - منشورات النور - طرابلس         

        التفاخر بالذكر واعطاؤه دورَ الرجل من شأنه التأثيرُ على وضع المرأة ومكانتها في المجتمع. الامر الذي ينعكسُ على علاقة الام بالطفل عدا عن كل ما ذكرته. فالمجتمع أ كان مسيحياً او اسلامياً لا يسند الى المرأة دوراً، الاّ لكونها امًّاُُُُ.  وكلُّ الضغوطاتِ والعواملِ المذكورةاعلاه تجعلُ من الطفل مصدرَ راحةٍ للام. هذا ما يميزُ البلدانَ العربية حيث الامومةُ قوية جداً، ربما لأن حيزَ وجودِ المرأة نفسها يرتبطُ بحيزِ وجود الطفل ... والانجاب. وكأن المجتمعَ يقول لها : وجودُك يكتملُ لأنك حامل. اي ان الانجابَ هو مجالُ  تحقيقِ رغبتك. ولا داعي لأن تبحثي اكثرمن ذلك. وهكذا تُحاكُ علاقاتٌ  جد  وثيقة   بين  الام والطفل  وتعرّض  هذا  الاخير  للاضطراباتِ    النفسية  لأنه  موضعُ رغبةِ الام وركيزةُ وجودها (٢)

        وكلنا يعلم ان من أغلقت أمامَه مجالات تحقيقِ الذات من العمل والعلاقات الاجتماعية، قد يضيّقُ الانفاس على اولاده باتخاذهم ركيزةً وحيدةً لحياته متجاهلاً ضرورة انطلاقهم كما في مصيره الفردي. والبعضُ لا يزال يتعجّبُ من هذا الامر ويقول هل هذه العلاقاتُ العائلية الخانقة  والمضرّةُ احياناً بالفتيانِ والفتيات هي موجودة عندنا ؟ نعم. وواقعُ المرأةِ الذي دفعها نحو دورٍ تربوي صرف لا ينبع دائماً من طبيعتها الحاضنة لطفلها، الموجهة لرجلها والمؤثرة في المجتمع. بل ينبع من صورة تكونت لديها على مر العصور عن نفسها وعن حدودها ومن نظرة متأصلة في النفوس والتقاليد الاجتماعية والدينية لمسلكها ودورها. ولا شك ان المعالجة يجب ان تبدأ من هنا

.

ااا- كيف نخفّف من الالم ونزيد الامل ؟

        لا معالجةَ لوضعِ المرأة اللبنانيةَ الاّ عبرَها وبها، فهي التي ينبغي ان تتحرّرَ من نظرتها الى نفسِها كما فُرضَت عليها فرضاً وهي التي ستتمكن من اقناعِ المجتمع بمقدرتها وذلك بقيامها بشراكةٍ كاملةٍ مع الرجل وعلى قدم المساواة في مختلف النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والتصدي للصورة المشوهة عن دورها وابراز خصوصيتها.

- ما هي الشروط الأساسية التي تراها المرأة اللبنانية ضرورية لتحريرها؟ (١).

        1) 27.17  مستوى ثقافي وتربوي

        2) 26.37  تحرير المجتمع

        3) 21.06  ليست بحاجة الى تحرير

        4) 15.25  العمل والاستقلال المادي

        5) 10.15  شخصيّة وذكاء

1- رفع المستوى الثقافي ليس عند المرأة فقط بل عند المجتمع كافة. ومحاربة الأمّية والجهل الثقافي والروحي بضراوة كي تستعيد المرأة اللبنانية ثقتها بنفسها وبقدراتها وذلك بانكبابها على الدرس وتحصيلها المستوى العلمي الافضل لاثباتِ وجودها .

 اما على صعيد التربية، فعلى الأهل وخصوصا الأم ان تجعل الانثى تشعر بأنها مقبولة من والديها وبأنها تنعمُ بالعطفِ والحماية والأمان والتقييم في كنف أبوين متحابين، متحدين يعترفان بها كذات مستقلة ويفتحان  المجال أمامها لتشقَّ طريقها الخاص وتمارس حريتها وتؤكد كيانها الفريد وتنمي قدراتها... وتأخذ من المبادرات وتتمرّس على الخلق والابتكار دون أن يردعها عن ذلك قيد خانق عاطفياً كان أو سلطوياً يكبلها بوالديها.

        - المهم أن يتساعد الأهل ويتعلموا كيف يربّون الطفل كي يكون متوافقاً مع نفسه و في سلامٍ ،بمعنى أنه قد تخطّى الصراعَ مع نفسه، وأن يشعر برضى المجتمع الذي يعيش فيه.

(٢) الاخت وردة مكسور - التقرير نفسه      

2- التوافق الذاتي

        إن الأسرة هي أولُ مجالٍ اجتماعي يتعامل معه، فان ما تمنحُه من ثقةٍ ورضى يُعتبر اللُبنَةَ الاولى في بناءِ شخصيتِه الاجتماعية. ان التوافق الذاتي والتوافق الاجتماعي يترتّبُ عليهما تحقيقُ قيمةٍ مسيحية على أكبر جانبٍ من الاهمية وهي انكارُ الذات، أي الخروجُ عن الذات، عن الأنانية، عن حب التملك، حب السيطرة.

        وتعلّمُ فن الحب، ذلك أن الاسرة َتحققَ انسانيةَ الانسان وذلك من خلال الأبوةِ والأمومةِ والبنوّة والأخوّة والقرابة، فاذا كانت المرأةُ فاشلةً في حياتها وكذلك الرجل في حياتهما وعلاقتهما أصيبالطفلُ بالاحباط.

        فمنذُ الطفولةِ يتدرّب  الانسان على الأخذ والعطاء، على الحق والواجب، على التعامل مع الغير والتفاعل معه من حيثُ احترام حريتهِ وضرورة^ُ احترامه لحرية غيره، ومن هذه المبادىء والقيم تنمو البذورُ الاولى للحياةِ الزوجيةِ الناجحةِ والحياةِ العائلية الناجحة. حيث تنمو مشاعرُ الحب الاخوي والحب البنوي، مستمدةً ذلك من الأبوة الحانيةِ والأمومة العذبة الرقيقة. ومن غرس بذار الانسانية.     

        فمن المهم ان نركز على انسانية المرأة: إن جنسها لا يغير شيئا من انسانيتها وإنها بالتالي تتمتع بكامل حقوق الانسان بما فيها حقه الى اشباع حاجته الى العلم الضروري لتحقيق انسانيته.فإذا حصلت المرأة على ثقافة عالية،استطاعت

حينئذ أن تُبدي  رأيَها ، مستنيرةً بكل معطياتِ العلوم ،وهكذا تكونُ مستعدةً لاقناع أولياءِ امرها ،بأنها ليست الكائنَ الضعيف ،الذي تقتضي حمايتُه ،وانها قادرة ان تتكلَ على نفسها وُتحرزَ نجاحاتٍ على جميع الأصعدة فيجاريها وسطُها فيما تطمح اليه ويسمحُ لها باعتناق مهنةٍ كانت حكراً على الرجال. ان الحقوقَ والمطالبَ لا تُعط هبةً بل كالحريةِ تُنتزع انتزاعاً، وعلى المرأة أن تكون مستعدةً لمعركةٍ طويلة وهادئة تتشبّث فيها بكل عنادٍ وإصرار بحقوقها الطبيعية فتصلَ اخيراً الى ما تطمحُ اليه .

        كيف يتمّ ذلك ؟ انه ليس بالسهل ان نجابه وضعا كهذا ولكننا جميعنا مسؤولون عنه وعلينا ان نساهم بتحسينه:

        1) بالحفاظ على معطياتِ الأنوثة للمرأة،وهي مواهب خاصة وذات اهمية فلا يجوز ان ننكرها تحت شعار المساواة ،لان لا انسان مساو لاخر بمفهوم صورة طبق الاصل، وفي التساوي محوٌ للخصوصية فيماللمرأة خصوصيتها ،وللرجل خصوصيته ،وقد اعطيت لكل منهما مواهب مختلفة.،

        2) بالعمل المتساوي بين الجنسين من حيثُ الحاجةُ الى العلم استناداً الى الانسانية المشتركة، والتي يشكّل حقُّ التعلّم أحد حقوقِها الأساسية. كما يقول المطران جورج خضر (١) "الانسانُ المسيحي ليس رجلاً أو امرأة"انه انسان حرّرَ من الأهواء و"المرأة نعمة" تقول جورجيت بلاكيير ولا تكونُ كذلك الاّ اذا عملت بالوزنات ولم تدفنها بسبب القساوة عليها.

 (١) المطران جورج خضر، المرأة في الكنيسة والمجتمع، ص ١٩         

3) بجمعِ كل ما جاء من ابحاثٍ حولَ المرأةِ العربيةِ واللبنانية وغيرها وضمّها لمزيد من الدراسات الحالية لتكونَ بمثابةِ مراجع حولَ موضوع المرأة ولاستغلالها بمشروعٍ طويلِ الأمد وجديدٍ في خدمةِ العائلةِ والكنيسة.

4) بمساندتها الفعالة كي تصلَ الى مراكز القرار فتشارك بحدسها وخصوصيتها.

3- دعوة المرأة في الكنيسة    

         واذا كانت المرأةُ مدعوةً، كما تنصُ الوثيقةُ المجمعية ، الى ان تقومَ بدورٍ عقائدي هام في الكنيسة فعليها ان تبادرَ شخصياً الى تهيئة نفسِها بدراسات لاهوتية وعقائدية كي تقوم بهذا الدور. وكذلك بمسؤوليةِ اعلان الايمان وتعليمه على كل المستويات.ويمكننا القول إنها تساهم في عمل الكنيسة وأن مستقبل هذه بين يديها.

        وبامكانها ان تلتزمَ في الكنيسةِ جميعَ انواعِ الخدمات الضرورية لحياة الجماعة المسيحية والبشرية وأ ن تحافظ على انوثتها وتعمل بالوزنات التي اعطاها اياها الله.

        - " ان تجد في مريمَ النموذجَ الاعلى فهي ام للكنيسة ومربية فيها. والامومة الروحية لها اشكالٌ متعددة " فترى كيف مريمُ ربّت يسوع وسمحت له أن يكونَ باتصالٍ مع أبيه وأن ينموَ ويكبر دون أن تكون مسيطرةً عليه وعلى عواطفه

        -أن لا تغيب ،كما هي الحالة اليوم ،عن المشاركة باتخاذ القرارات ويكون  دورها في قراءة الرسالة موضوع جدل يُثار فنتلهى به جميعنا..

        -  أن تعيش في مجتمعٍ جديدٍ ينطبقُ عليه كلامُ بولسَ الرسول "اذا كان أحدٌ في المسيح فهو خليقةٌ جديدة"، هذا هو الأساسُ لتعليمِ بولسَ ولتعليمِ المرأةِ ايضاً. فبولس يشدّد على ازالةِ الفوارقِ بين الناس والذي يظهرُ جلياً في عبارته المشهورة "ليس عبدٌ ولا حرٌ، ليس ذكرٌ ولا أنثى لأنكم جميعاً واحدٌ  في المسيح يسوع" (غلاطية 3/28).

        الخاتمة

        بعد أن تحسّسنا الواقعَ المتراكمَ الذي ترزحُ تحتهُ المرأةُ اللبنانيةُ في المجتمع والكنيسة يبرزُ التساؤل عن مدى تمكّنِ المرأةِ اللبنانيةِ زوجةً كانت أم مترهبة -  أن تُقدِمَ على انتفاضةٍ نوعيةٍ فتتحرّر من قيودٍ فُرضت عليها فرضاً لعصورٍ طويلة وأغلبيتها عائدةٌ الى اسباب ثقافية. ولا شك أن الأمل كبير لأن من تتبّعَ مسيرةَ المرأةِ اللبنانيةِ يلاحظُ الخطواتِ السريعةَ التي باشرتها منذُ وقتٍ قريب ونجحت فيها نجاحاً باهراً. إن المرأةَ اللبنانيةَ متأصلةٌ في حضارتها وتقاليدها من جهة وهي منفتحةٌ الى أبعدِ الحدود على التطورِ والتقدم من جهةٍ ثانية. ولا نرى بعيداً ذلك الوقتَ الذي تبدي فيه المرأةُ اللبنانيةُ الثقةَ بالنفسِ والجدارةَ العلميةَ والانسانيةَ والعطاءَ والنجاح.

                                                        في قرنة شهوان 19 تشرين الثاني 1993


[1] محاضرة أُلقيت في المؤتمر التحضيري لسينودس لبنان في مدرسة مار يوسف - قرنة شهوان. ونُشر جزء منها في مجلّة "بيبليا" وكاملة في مجلة النشرة، بيروت 1996

[2] ميليني توباكيان، المراة في القوانين اللبنانية المرأة في الكنيسة والمجتمع ص 119.

[3] الرسالة الرسولية لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني: كرامة المرأة رومة 1988، ص. 72 و75.

[4] الرسالة الرسولية لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني: كرامة المرأة رومة 1988، ص. 76.

[5]  المتروبوليت الياس عودة - محاضرة في قبرص تموز 1990.

[6] كوستي بندلي - تعليم الفتاة وآفاق المرأة : منشورات النور ، بيروت 1985.

[7])المحامية نهاد رزق الله، المرأة في الكنيسة والمجتمع،مجلس كنائس الشرق الاوسط ،ص 116.

[8] تقرير اللجنة التابعة للأمم المتحدة في النشرة الشهرية عام 1979.

[9] تقرير احصائي حول دور المرأة أجرته الاخت وردة مع 500 عائلة متوزعة في كل نواحي لبنان

محامية ميليني توباكيان في  المرأة في الكنيسة والمجتمع : مجلس كنائس الشرق الاوسط - بيروت 1977 ص. 120.