محاضرة  للأخت وردة مكسور  أُلقيت في مجلس كنائس الشرق الاوسط  بدعوة من دائرة التربية في سنة 1994 ونُشرت في كتاب من إعداد القس الدكتور رياض جرجور وأنطوان مسرّة،"التجدّد التربوي في عالم متغيّر" - مجلس كنائس الشرق موضوعها :

دور المعلّم في هذه المنهجية يختلف عن دوره في المنهجيات التقليدية السابقة حيث كان يعظ ويعطي ما عنده من معلومات. أمّا في هذه المنهجية، فيعود إليه دور المرافق الذي يسير على الطريق. يسأل، ويدع الحياة تتفتّح. يحثّ ويشجّع على التعبير. يصحّح ما هو خطأ. ويجمع خلاصة التعليم، يكتبها لتنطبع في وعي التلميذ فكرة واضحة غير مزعزعة، وهذا ما يقوله القديس بولس لتلميذه طيموطاوس في دور المعلّم :"عظ بصبر جميل ورغبة في التعليم (2 طيم 2/4) إنه دور يوحنا المعمدان الذي يدلّ على المسيح والذي قال في يسوع :"عليّ أن أنقص وعليه أن ينمو" (يو 30/3).

التجدّد في التربية المسيحية: نموذج التربية المعاش

محاضرة ألقيت في قبرس (١)

(1) محاضرة أُلقيت في مجلس كنائس الشرق الاوسط  بدعوة من دائرة التربية في سنة 1994 ونُشرت في كتاب من إعداد القس الدكتور رياض جرجور وأنطوان مسرّة،"التجدّد التربوي في عالم متغيّر" - مجلس كنائس الشرق الأوسط المطبعة البولسية - جونية لبنان 1995.

بحكم عملي المتواصل في حقل التربية الدينية، أخذت تدريجيًا أعملُ على المستويات التالية:

1. في مركز التربية الدينية لراهبات القلبين الأقدسين حيث أقوم:

- بتحضير منهجية منطلقة من الواقع ومن الولد وإصدار سلسلة كتب تعليم مسيحي في   المنهجية، مع كتب للمعلّم، وذلك بمساعدة أعضاء المركز.

- بتدريب معلّمين: دورات للمبتدئين، دورات للتنشئة المتواصلة، زيارات في مراكز التعليم   وتخصيص مجلة CATA للمعلمين.

- بتوجيه التلامذة: وذلك من خلال التعليم نحو الرعية، نشاطات مع الكنائس والأهل،   إصدار مجلة ثقافية دينية ECHOS، رياضات روحية مختلفة.

- بتوجيه الأهل: وذلك من خلال اجتماعات دورية تساعدهم على تفهّم الولد والتحدّث إليه بانفتاح.

2. في المعهد العالي للعلوم الدينية (جامعة القديس يوسف) أُدرِّس مواد تختصّ بتحليل كتب التعليم المسيحي الصادرة في لبنان ودرس الطرق التربوية، ومادة أخرى في علم التواصل والاصغاء وقيادة  الاجتماعات.

3. في اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي في لبنان، أُسهم في تنظيم دورات في المناطق، وفي   تحضير مسؤولين ومحرّكين للدورات وفي درس البرنامج للصفوف الثانوية.

4. في لجنة الرهبنات النسائية، أقيم اجتماعات شهرية للجنة، وأنظّم معها دورات تربية مسكونية للشبيبة في الصفوف الثانوية، ودورات موسّعة للمسؤولين في الرهبنات لقراءة نقدية للأفلام وقراءة  الكتاب المقدّس.

1. خبرتي في مجال التجدّد التربوي

تعود خبرتي في مجال التعليم المسيحي إلىخمس عشرة سنة خلت. حيث عملت بكُلتيّ في هذا المجال، وفكّرت به على مختلف المستويات، في المدرسة والرهبنة والأبرشية، لا بل في لبنان وفي مختلف البلدان العربية أيضًا.

  انطلاقًا من الواقع المعاش في كل يوم وكل لحظة في حقل التعليم، تبيّنت لي الحاجات وتوضّحت لي كيفية تلبيتها، لخدمة التعليم المسيحي في هذا الوقت الذي تقدّمت فيه التقنيات واتسع انتشارها حتى سيطرت على كلّ المجالات البيتية منها والتربوية.

 بعد خبرة طويلة في المدارس وملاحظتي للمنهجية الناشطة التي تتبعها، ولكلّ الوسائل الحديثة التي ترتكز إليها، كان لا بدّ من إقناع غيري بضرورة مراجعة أنفسنا وشكّل مجمعُنا فريقًا من الرهبنة لدرس الواقع وتقييمه وإبراز الحاجات.

 بدأنا بالعمل بطريقة متواضعة حيث واجه عملنا صعوبات عدّة، إذ أنّ ما كنا نطلبه كان مختلفًا عمّا كان موجودًا. ولم يكن المسؤولون معتادين على الردّ على المتطلبات المنهجية ولا المادية لتجديد العملية التربوية وتطويرها، وخصوصًا في مجال التعليم المسيحي.

 بعد تعييني سنة 1979 لهذا العمل، وتحريري من الالتزامات المدرسية، طلبت مني إحدى الأخوات أن أكون قربها وأساعدها في التعليم في الصف الأول المتوسط لأنّ الصعوبة كانت كبيرة بالنسبة إليها، وكانت تتمنّى أن تحسّن الوضع القائم.

 بدأت أذهب معها إلىكل صف وأحضّر معها كل لقاء بمفرده، أستمع للتلاميذ ولطلباتهم، لأقف عند مستواهم العلمي والمسيحي وأسجّل ذلك. وكانت هي تختبر ذلك في الصفوف الأربعة الأخرى لأنّ عدد الصفوف كان خمسة، ثم نجتمع معًا نقيّم عملنا ونحضّر للمرة اللاحقة. فرح التلاميذ بهذه الطريقة ولكنّ ما فعلناه أحدث ضجة إذ كنّا قد بدأنا التعليم باللغة العربية في حين أنّه كان باللغة الفرنسية. فاستنفرت جماعة الراهبات ضدنا، ولكننا أصرّينا أن نتابع ذلك فقط على سبيل الاختبار.

 عملنا بهذه الطريقة لمدة سنة، ومن ثمّ حظينا بمساعدة. وبدأنا في الوقت نفسه في الصف الثاني تكميلي ثم الثالث والرابع وفقً للطريقة نفسها. وكان الفريق مؤلفًا من أخوات تابعن الدراسة في جامعة القديس يوسف أي المعهد العالي للعلوم الدينية، واكتسبن علمًا وخبرةً في هذا المجال وكان عملهنّ جديًّا وشاقًّا.

 بعد ذلك تبدّلت مواقع الأخوات، إذ عُيّنت إحداهن في زحلة والأخرى في طرابلس وأخرى في جبيل. وطلبن منّي أن يتابعن الطريقة التي أخذتها والبرنامج أيضًا. حيث لم تعد الطريقة التقليدية توافق تفكيرهن وما يبغين الوصول إليه.

 حينئذٍ جمعت الأوراق المبعثرة لكلّ صف وأرسلتها لكل واحدة منهن، وبدأت أزورهنّ وأتحدّث معهن. وهكذا بدأ بعضهم يعرف بأنّ شيئًا مهمًّا يحدث. لأننا بدأنا نجتمع معًا، نفكّر معًا. لم نسعَ إلىنشر هذه المنهجية عن طريق المحاضرات، وقد لامني البعض لأني لا أجمع كلّ المعلمين لأعطيهم دروسًا نموذجية بها، وأنا لم أفعل ذلك لأني كنت أشعر أن أكثر المعلمين لا يشعرون بحاجة التجديد، وأعتقد أيضًا بأنّ من لا يشعر بالحاجة لا يستفيد ممّا يُقدّم إليه.

لمست الرهبنة أهميّة ما نقوم به، فطلبت مني أن أُعمّم ذلك في كلّ مدارس الرهبنة وعددها 26 مدرسة. حينئذٍ شعرت بالمسؤولية وطلبت من الأب هاني الريّس أن يساعدني لأني كنت قد عملت معه في حقل المونتاج ووجدته يتجاوب مع توجهاتي التربوية وعنده إلمام بها. فتجاوب معي وتابع خطوات هذا العمل واشترك بتحسينه ونشره.

وضعنا تصميمًا واضحًا وأخذنا نعيد النظر بكلّ الأوراق التي تراكمت بفعل التجربة وننسقها، مع علمنا بأنّ الموضوع قد اكتسب في كلّ سنة خبرة واسعة وجديدة. درسنا وحلّلنا هذه الأوراق وعمّمناها سنة 1984بشكل تجريبي. وبعد خمس سنوات من الخبرة عدنا فتعاونّا مع "دار المشرق" التي تبنّت هذه السلسلة.

2. مراحل المنهجية ومتطلباتها:

التعليم المسيحي عمل شامل في الحياة المسيحية، لا يقتصر على فترة من هذه الحياة ولا على مكان معيّن. لا يكتفي بالتدقيق في بعض المعلومات ولا حتى بفهم عقلي لبعض  الأمور. إنما يتعدّي ذلك لكونه عمل دخول في الكنيسة لنصبح أعضاء في جسد المسيح ولننتمي إلىشعب الله. فكما أنّ الإنسانية هي انتماء من خلال العائلة والوطن، هكذا المسيحية هي انتماء من خلال الكنيسة. والانتماء إلىالعائلة وإلىالوطن ليس أمرًا طبيعيًا. بل يتطلّب تعليمًا من قبل الأهل والجماعة. وكذلك الانتماء  إلىالكنيسة.

وراحت هذه المنهجية تهدف إلىمساعدة التلاميذ والمعلمين على الدخول في كنيستهم من خلال ما يجمع المسيحيين على اختلاف كنائسهم وطوائفهم، عنينا الكتاب المقدّس.

الكتاب المقدّس يحدّد المنهجية وطريقة التعليم والكتاب المقدّس هو الأساس الذي نتخذه في كل هذا العمل ابتداءًا من السنة الأولى للصفوف المتوسطة مع تدرّج المعلومات وأخذ عمر الولد وحاجته بعين الاعتبار.

  تأتي مراحل المنهجية كالتالي:

1. مرحلة الاستكشاف والبحث والانتظار

2. مرحلة البشارة والتعليم

3. مرحلة الاستيعاب أي الفهم والهضم.

4. مرحلة التحوّل وهي من عمل الروح القدس.

في مرحلة الاستكشاف والبحث والانتظار، الهدف العام هو التعرّف إلىحياة يسوع الزمنية، وتحديد موقع بلاده، والتعرّف إلىعائلته وأعماله والأشخاص الذين عرفوه وتبعوه وشهدوا له، والهدف الروحي هو أن يشهد الذين تبعوا هذا البرنامج السنوي، خطوة خطوة، مسيرة يسوع وأن يقولوا :"لقد تعرّفنا إلىيسوع" "إنه حقًا ابن الله الحي".

 لتحقيق هذين الهدفين، ضمّنا هذه البطاقات عدّة لقاءات وحدّدنا هدفًا لكلّ لقاء انطلاقًا من التعارف حتى البحث التاريخي والجغرافي، وخصّصنا المعلّم بكتاب يزوّده بمواد البحث وطرقه والوسائل الكفيلة بانجاحه مع اقتراحات بإجراء الاستقصاءات والمقابلات وتنظيم العمل المشترك.

"يسوع يعيش حياتنا" هذا هو العنوان الأول الذي يحثّ التلاميذ على التعرّف بيسوع المسيح في العهد الجديد، متناولين فيه حياته هويته ونشاطاته ورسالته، وذلك من خلال المقاطع الإنجيلية والأشخاص الذين عرفوه والشهود الذين نقلوا إلينا الوقائع، مركّزين معلوماتهم السابقة في المكان والزمان.

في مرحلة البشارة والتعليم، شرح الكتاب المقدّس كيف عاش يسوع كإنسان مثلنا، سار على أرض فلسطين وقام بكلّ ما هو من خصائص البشر. نرى أنّ كل ذلك لا ينقص من ألوهيته أبدًا بل يُبرزها، لذلك نتفحّص في هذه السنة رسالة يسوع ونتعمّق بها. والهدف هو أن يعرف التلاميذ في هذه السنة أنّ البشارة الأساسية التي أعلنها يسوع هي أنّ ملكوت الله قد اقترب. وقد أثبت هذه البشارة باتيانه المعجزات وهي بمثابة إعلان لهذا الملكوت، من خلال  قلبه المفاهيم السائدة رأسًا على عقب: فإذا به يهيّىء التلاميذ ويعلّمهم استلام الكنيسة بعد موته، وها هي الكنيسة التي أسسها تفعل بعد موته فعله بالتمام. فكما شفى يسوع المرضى وأقام الموتى راح الرسل بدورهم يشفون المرضى ويقيمون الموتى.

لقد سبق يسوع ورأى بعين الإيمان نشأة الكنيسة مهّد لها بواسطة الرسل في أثناء حياته معهم على هذه الأرض. والكنيسة مفوّضة لحمل الملكوت والشهادة له وكلّ إنسان له دوره.

وتأتي مرحلة الاستيعاب أي الفهم واللافهم. بعد أن اكتشف التلاميذ الكنيسة وكيف تفعل فعل يسوع وتتابع عمله وتبحث عن كيفية عيشه فيها  والرابط بينه وبينها، يقدّم لهم برنامج الأسرار هذه السنة معرفة العطايا اللامتناهية التي يمنحهم إيّاها ليعيشوا بكنف الكنيسة، وليدركوا أنهم أعضاء حية وناقلة في هذا الجسم، يعملون للحقّ وللمحبّة، ويساهمون في نمو جسد المسيح السري بأعمالهم الملائمة. فالتلاميذ يكتشفون في هذه السنة كيف تمنح الكنيسة الأسرار وكيف تتابع العطاء بعلامات حسيّة يلمسونها ويلتقون بالله من خلالها. الأسرار تجعلهم يدخلون في الكنيسة ليكونوا أعضاء فعالة، ينمون بداخلها وينمونها بدورهم.

 مرحلة التحوّل هي من عمل الروح القدس. برنامج هذه السنة هو مدخل إلىالصفوف الثانوية لأنه يسمح وللتلاميذ أن يتعرفوا إلىأبطال من الكتاب المقدّس.

دور القسائم هو المساعدة على قراءة الكتاب والتعمّق به ليشكّل غذاءً فكريًا تُستخلص منه مواد التعليم. والطريقة هي "الناشطة الحية" التي تجعل التلميذ يجتهد في جمع معلوماته بنفسه، باحثًا عنها من خلال حوارات ومداخلات وأبحاث، ثم يعود إلىمعلمه ليساعده ويرافقه في هذا العمل.

المنهجية هي منهجية تاريخ الخلاص وهي تتبع مراحل أربع:

- في الأولى تهيئة الأرض وتحريكها أي التشويق

- في الثانية التعليم أي البشارة

- في الثالثة الاستيعاب بواسطة النشاطات العملية

- في الرابعة مرحلة التحوّل أي عمل الروح القدس الذي يحوّر القلوب ويبدّلها.

فهذه المنهجية تبعها المعلّم الأول في حدث تلميذي عمواس بمراحله وفيه تتبيّن الأدوار.

دور المعلّم في هذه المنهجية يختلف عن دوره في المنهجيات التقليدية السابقة حيث كان يعظ ويعطي ما عنده من معلومات.

أمّا في هذه المنهجية، فيعود إليه دور المرافق الذي يسير على الطريق. يسأل، ويدع الحياة تتفتّح. يحثّ ويشجّع على التعبير. يصحّح ما هو خطأ. ويجمع خلاصة التعليم، يكتبها لتنطبع في وعي التلميذ فكرة واضحة غير مزعزعة، وهذا ما يقوله القديس بولس لتلميذه طيموطاوس في دور المعلّم :"عظ بصبر جميل ورغبة في التعليم (2 طيم 2/4) إنه دور يوحنا المعمدان الذي يدلّ على المسيح والذي قال في يسوع :"عليّ أن أنقص وعليه أن ينمو" (يو 30/3).

يصبح التلميذ قادرًا على تعليم نفسه بنفسه، باكتشافه وسائل البحث والعمل. ويواكب الفرح عمله ويشعره بوجود "البشرى السارة"، حيث تتجاوب النشاطات مع ما يحبه. وقد تعدّدت الأساليب كي تساعده في البحث عمّا يقربه من المسيح وكنيسته، من خلال معرفة تدريجية لحياة يسوع ولدور الكنيسة. فعلى المعلّم أن يعطيه الرغبة في تعميق معلوماته ويشجعه على تنمية إيمانه. التلميذ هو في علاقة مباشرة مع كلمة الله، كي يفتحها، يقرأها، يفهمها حتى يغذّي إيمانه وتساعده في حياته اليومية.

 أمّا الأهداف التي نحدّدها لهذا العمل، فهي "به نشعر فنعظ كلّ إنسان ونعلّم كل إنسان بكلّ حكمة لنجعل كلّ إنسان كاملاً في المسيح" (قولسي  28/1). ولكي نصل بأجمعنا إلىوحدة الإيمان بابن الله ومعرفته ونغيّر الإنسان الكامل ونبلغ القامة التي توافق سعة المسيح" (أفسس 13/4). لقد تجسّد المسيح لكي يؤلّه الإنسان، وهذا ما يسعى إليه التعليم المسيحي أن يتخلّق كل إنسان بخلق المسيح وأن يتعرّف في خلال حياته وأعماله إلىالآب.

لكي نسير باتجاه هذه الأهداف على أمل الوصول إليها، ركّزنا اهتماماتنا على المعلمين، على التلاميذ وأهلهم وعلى الوسائل التربوية المناسبة.

عملية التعليم المسيحي ترتكز كثيرًا على المعلّم، لأنّ مستقبل الكنيسة بين يديه. فهو وسيلة كنيسته لنقل إيمانها ولنقل البشرى للآخرين. فأين نجد المعلّم الرسول الواعي والكفوء ؟

 إنطلاقًا من هذا السؤال نهتمّ بتنشئة المعلّم اللاهوتية والروحية والتربوية، وندربه على استعمال الوسائل التربوية الحديثة وعلى تجديد منهجيته. وإذا كانت المعلومات متوفّرة عنده نساعده كي يتتلمذ أكثر وأكثر، كي يعاشر الإنجيل ويعايشه حتى لا تفشل عمليته التربوية، وذلك بواسطة دورات متتالية ومتواصلة تساعد المعلمين في تنشئتهم المتواصلة، وتحثّهم على البحث الجديّ كي يقوموا بمهمتهم ودورهم التعليمي. فبعد دورة تدوم ٧ أيام للمبتدئين على هذه المنهجية يخضع المعلّم إلىدورتين في السنة عى الأقل. وقد أُرفقت هذه الدورات بمجلّة صغيرة تنقل الخبرات، وبالأخص بعض المعلومات الجديدة وآراء المفكرين لتوجيه المعلّم.

 كما أوجدنا بعض الوسائل المرئية والتقنية، وذلك عبر إخراج المونتاجات التعليمية وعرضها بمنهجية خاصة، لا تسبّب أشكالاً ولا تحدّ من مُخيلة التلميذ أو إبداعه، بالعكس فهي تكمّل العمل الأول وترسّخه. وهكذا أتممنا ودقّقنا عددًا من المونتاجات لهذه الغاية. وهي: مشاهد من الإنجيل وفيها 10 أحداث، وجوه بارزة من العهد القديم، معمودية ليلى، حكاية دعوة، التعرّف إلىالكتاب المقدّس..

واهتمامنا بالتلاميذ يكون بتوجيههم إلىكنيستهم وبدفعهم إلىالتعرّف بديانات أخرى في مجتمع متعدّد الكنائس والأديان فنحثّ التلميذ على التالي:

- أن يذهب إلىالمسؤول عنه في الكنيسة ويسأله عن بعض الأمور.

- أن يصف رعيته واحتفالاتها.

- أن يسأل أهله ويتحدّث إليهم.

- أن يتعرّف برفاقه في الصف.

- أن يطّلع على تراثات الكنائس المختلفة من خلال خبرة رفاقه.

وتكمّل هذه العملية الثقافية مجلّة دينية للشبيبة. يكتبون فيها ويقرآون آرائهم وآراء زملائهم، وهي بمثابة امتداد للتعليم المسيحي ترافق التلميذ إلىالبيت وتساعده في المجتمع وفي التفكير والصلاة، وتجله ينفتح على مختلف الديانات.

ونسعى إلىأن تقوم كلّ مدرسة برياضة روحيّة تتوّج عمل التعليم المسيحي وتعطيه دفعًا إلىالأمام وشمولية أكبر.

 أختم كلامي قائلة مع بولس الرسول:"على أن هذا الكنز نحمله في آنية من خزف، لتكون تلك القدرة الفائقة للّه لا من عندنا. يضيّق علينا من كلّ جهة ولا نحطم، نقع في المآزق ولا نعجز عن الخروج منها، نطارد ولا ندرك، نصرخ ولا نهلك، نحمل في أجسادنا كل حين موت المسيح لتظهر في أجسادنا حياة المسيح أيضًا" (2 قور 4/7-10).

 "فما هو ابلس وما هو بولس ؟ هما خادمان بهما اهتديتم إلىالإيمان. على قدر ما أعطى الربّ كلاًّ منهما.  أنا غرست وأبلُّس سقي ولكن الله هو الذي أنمى. فليس الغارس بشيء ولا الساقي، بل ذاك

الذي ينمّي وهو الله" (1 قور 3/5-8).ى