(1) عنوان المحاضرة التي أُلقيت في مجلس الكنائس، دائرة التربية في ايانابا -قبرس سنة 1995 واجتزأت منها هذا القسم فقط .
 

 
 
مضمون التربية في العصر الحديث
 
لقد أضحى العالم اليوم نظير قرية صغيرة أُجبر أهلها بأجمعهم الى التنقّل بسرعة والاختلاط بغيرهم والتعرّف عليهم على أساس من الاحترام المتبادل، وذلك على اختلاف الجذور والديانات، فالعالم بأجمعه وبجميع معتقداته وانتماءاته دخل بيوتنا بواسطة الشاشة الصغيرة والصورة، وهذا ما عبّر عنه بوضوح الأب  "بابان " في دورة عن كيفية استعمال الوسائل السمعية  - البصرية التي أجريت في 3/11/1994 في معهد العلوم الدينية للجامعة اليسوعية في بيروت حيث قال  : 
"حضارة الأبجدية نقلت العالم من قبل التاريخ إلى التاريخ وحضارة المطبعة نقلت العالم من دنيا المخطوطات إلى حضارة الكتاب، وفي هذا العصر بالذات انتقلنا إلى حضارة الالكترونيك، ومعها أصبح الانعزال أمراً وهمياً في عالم أصبحت فيه الحدود بين البلدان غير منيعة، ولا تحول دون الاتّصالات البشرية، ولا دون اتصال الناس بعضهم ببعض، كما لا توقف تأثير الحضارات والأديان على بعضها البعض، عبر أمواج الأرسال الأذاعي والتلفزيوني، وهذا ما يسميه البعض الغزو الفضائي".
 
ونحن اليوم نفكّر كيف سنتمكن أن نؤهّل الأجيال الصاعدة أفضل تأهيل للتفاعل والعيش في عالم واسع وكبير وقد أصبح ضيعة صغيرة حيث الكلّ يعلم ما يجري عند الكل .
وهذه الأجيال على ما أعتقد، تعيش خبرة نجهلها - نوعاً ما- نحن جيل الكتاب والقراءة - تدعونا الى النظر بنوعيّة توجيه طلابنا وشبابنا وأعدادهم ليعيشوا منفتحين على المجتمع وعلى العالم. كما أنها تحثّنا على أن نربيهم على نحو أفضل ممّا ترّبينا عليه. 
 
العولمة أصبحت أمراً واقعاً  والانفتاح أصبح  القاعدة الضرورية  والأساسية للحياة السليمة، وهذا ما سبق للمجمع الفاتيكاني الثاني أن تنبّه له مركزاً الدعوة على الانفتاح على كلّ التيّارات والمعتقدات. فهل نستطيع اليوم أن نتفّهم ما يدعونا إليه المجمع الفاتيكاني الثّاني من اعتراف بالقيم الايجابيّة التي تتجلّى في الديانات غير المسيحيّة، وأن نغتنم   كلّ الفرص التي من شأنها أن تجسّد هذا التوجّه الجديد عبر هيئات تهدف الى تقريب المؤمنين من بعضهم البعض .
 
 
وهذا ما يدفعني إلى تبيان أهمية التربية الأخلاقيّة التي تتّصل بالتربية المدنية وأيضاً أهمية الثقافة الدينية وأهمية تربية الإيمان ولكن يبقى أن أشير الى أنّ أهميّتي التربية الأخلاقيّة والثقافة الدينيّة لا يجب أن تدفعاننا الى إحلالهما مكان التربية المسيحية. هذا ما سأحاول أن أبيّنه من خلال حديثي عن ضرورة إدخالّ كل من هذه الأنواع الثلاثة على البرنامج المدرسي كمادة مستقلة ومن خلال إعطائي بعض الوسائل العملية التي من الممكن أن نتسلّح بها ونعيشها .
التربية الحالية هي عملية سياسية. أعني بذلك سياسة الدول التي تضع، برامجها التربوية ، دون أن تترك مجالاً كافياً للفهم والإبداع بل نجدها تركّز على الدرس   والاستنساخ وحفظ المعلومات غيباً. وهي لا تسعى الى وضع برامج تأخذ وضع الانسان بعين الاعتبار وتترك له الوقت الكافي للعيش والتمرّس بالخلق الجيد .
 
فإذا أردنا أن نحسن  مضمون  لا بدّ لنا من إدخال التربية المدنية ببرامجها الكاملة والثقافة الدينية التي يجدر بها أن تواكب برامج التاريخ ، في مواد الامتحان، وأن يعرض تاريخ الديانات  كمادة للدراسة كما سبق وقلنا وكذلك  التراث الخاص بكل كنيسة أو ديانة.
 
فالثقافة الدينية لا تميّز بين مسلم ومسيحي أو يهودي، هي مجرد مادة علمية يجب إدخالها في البرامج الثانوية والتعاطي معها كباقي المواد المدرسية .
والتربية الاخلاقية التي هي التربية على القيَم الانسانية والاخلاقية. فمهّا تفاقمت الاختلافات العقائدية، ومهما اختلفت طرق الصلاة أو التعبير، فالانسان واحدٌ بطموحاته وقيمه. كلنا نتساوى بالبشرية، ويمكن أن نوحّد هذه القيَم وأن نجعل منها برنامجاً موحداً للجميع كالتربية على احترام الآخرين بايمانهم وبكنائسهم. التربية على السلام، على المحبة، على الانفتاح. أعني بذلك أن نتمرّس على اعتبار الآخر كأخ مساوٍ لنا مهما كان ايمانه.الاحترام والتعامل مع الغير باعتبار.
ولا يقوم مضمون التربية على حثّ الجميع على إدخال ايمان الآخرين في تربيتهم الايمانية أو على تدريسهم الاسلام واليهودية والمسيحية، ولكن يقوم على وضع هذه المواد في المكان المناسب لها وايجاد الوسائل الضرورية لإيصالها. هل تساءلنا يوماً عن الفكرة التي تعطيها كتب التاريخ عن هذه   الديانات ؟
 
في الواقع، بعد اطّلاعي على بعض هذه الكتب فوجئت بأن كل كتب التاريخ توجز تاريخ الديانات مرتكزة بالتفصيل على الخلافات بينها (الحملات الصليبية والنعرات الطائفية ...)  وتطغي عليها القيم السلبية كحب الظهور والتفاخر والتسلط والعدائية ولا تظهر أبداً الوجه الآخر.
 
فهل يمكن أن نصف الديانات بموضوعية اذا كان التاريخ قد قدّمها بهذا الشكل، واذا كان الواقع المُعاش أقسى بكثير ؟
هلاّ بحثنا عن النقاط الايجابية وأبرزناها كما فعل الأب حليم عبد الله في كتابه "الوجه الآخر للحرب في لبنان" فنرى عنده أبطالاً يعيشون قيَم المحبة والأخاء والألفة رغم كل الحروب والظلم والظروف القاسية ؟ هل يهتم كي تكون المعلومات صحيحة ووافية كي لا تأتي مبتورة ؟
فإذا أردنا نستطيع أن نضع منهاج ثقافة دينية يتماشى مع عمر الأولاد، ولكن المهم أن تميز بين المستويات الأربعة التالية:
- التربية المدنية
- التربية الاخلاقية والاجتماعية
- الثقافة الدينية
- التربية المسيحية
 
لِمَ مثلاً لا تخصّص الجامعات برامج تُعنى بمحتوى هذه التربية فتضع هذه المواد وتخصّص دروساً للتراث المسيحي العربي وللتراثات المشتركة بين الكنائس وأخرى للبحث في كتب المصادر والتعريف بالثقافات المختلفة، ونرى أن تدريس الاسلاميات  وحده  في كلية الآداب العربية يتبوأ المراكز المهمة، ولا نــرى للثقافات الأخرى أي وجود . فهل هذا حصل عن قصد ؟ أم أنه مجرّد إهمال ؟
 
إن الانسان عدو ما يجهل، ولكن العدو الحقيقي هو عندما تقوم التربية على محاربة الأعداء وعلى اعتبار الآخرين أعداءً. وهذا يترسّخ عند الأولاد منذ طفولتهم. فهل تستطيع الثقافة أن تغيّر هذه المواقف العدائية ؟
لا يجوز لنا أن نتخلى عن التربية المسيحية، بل علينا أن نسعى الى تربية البالغين الذين سيؤثرون على الأجيال .
 
فالمثلث الأساسي للتربية أصبح رباعياً، إذ أن التربية تتّم في هذه الأيام عبر الشاشات الصغيرة وهي تحمل قيماً غريبة عن محيطنا وبيئتنا وتكوّن الشخصية وتأخذ منها وتعطيها ثقافة معينة لا نسيطر عليها أبداً، إذ أنها تأتينا من كل بلدان العالم وتحمل مشاكلها وتدخل الى قلبنا وذهنيتنا دون اعتراض لأن أكثر الناس لا يملكون الثقافة والمعرفة الكافية ليميزوا بين الحسن والأحسن ويدافعوا عن أنفسهم رغم كل ما حدث من تطورات لا تزال باجتماعاتنا نركز على الثقافة وعلى المعرفة الكتابية وكأننا نتجاهل كل ما يحمله الينا الكومبيوتر والتلفزيون ويميّز هذا العصر. إن الأجيال الجديدة تتأثر بالأثنين معاً أكثر من تأثرها بكل ما يُكتب أو يُقرأ. فأيـن نحن مــن وسائل الاعلام هذه ؟ وما هي منتوجاتنا بهـذا المجال ؟ هل نستعين بها في عملنا التربوي الحالي ؟
 
 
 5) بعض المعلومات الأساسية ومناهج تطبيقية
 
1- معرفة الذات  (التربية الدينية )
فكل جماعة مؤمنة تُعنى بتربية ايمان أبنائها، وهنا أستند الى التربية المسيحية التي وضعتها في القسم الأول أي تربية الايمان والمنهجية الخاصة بكل جماعة .
وأما ما يخّص المسيحيين بمجمل كنائسهم، فيجوز أن نتخّذ الكتاب المقدس كأساس لمناهجنا لأنه وحده يجمع المسيحيين على اختلاف كنائسهم وطوائفهم، وهو نفسه يحدّد المنهجية والطريقة في التعليم .
- التعرّف الى الكتاب المقدس والى يسوع المسيح بكل ما قاله وفعله والى ملكوت الله والكنيسة والأسرار وسرّ الثالوث الأقدس وسرّ التجسّد وسرّ الفداء وبالوقت نفسه التمرّس على الصلاة الشخصية والجماعية وعلى كيفية الغذاء من كلمة الله وعيش الليتورجيا والدخول في روحانيتها .
 
2- معرفة الآخرين  (الثقافة الدينية )
- التقليد الكنسي والتراث الليتورجي
- التاريخ: تاريخ المسيحية وعلاقتها بايمان مختلف الأدياكيفية التعبير عن الايمان عبر التاريخ والثقافات الخاصة والعامة.
- الفنون الكنسية  : 
اللحن والترنيم ؛
الأيقونة وأشكال الرسومات .
- كتب الديانات الأخرى
- التقاليد والعادات
- تاريخ الديانات الأخرى  : 
اليهودية
الإسلامية
البوذية
الهندوسية
- عيش الايمان  (كيف يعيشون ؟ )
الصلاة وأوقاتها ومحتوياتها
العبادة
الروحانية
- اللقاءات العامة الروحانية لمختلف الديانات التي تمّت في أسيز للصلاة أو اكتشاف هذه الصلوات . 
 
من المهم أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار الفروقات المهمة الموجودة بين الاسلام والمسيحيين وذلك بتفهّم التعابير والكلمات الأساسية  :
الجامع هو مكان التجمّع
الكنيسة هي مكان الصلاة
الهيكل هو مكان وجود الله بين شعبه .
وذلك، لكي لا نتصوّر أن هذه الأماكن هي نفسها للجميع فهي تختلف بالمعنى ولو كانت للعبادة .
- القيَم المشتركة والأساسية في حياة الانسان كالحرية والمساواة والعدالة والتمّرس على عيشها في حياتنا اليومية .
 
 2- الوسائل والنشاطات المناسبة لهذا المنهاج
أركّز في هذا القسم على الناحية التطبيقية والعملية، وأذكر بأن هذه المناهج التي أقدمها لا تحّل مكان التربية الدينية بل تكون الى جانبها، لا بل تساندها. ويفترض أن لا تأخذ أبداً من وقت التعليم الايماني الذي ذكرته في القسم الأول من هذا البحث.
إذاً، كيف نتصوّر برنامجاً يهدف الى كشف معالم الديانات الأخرى تاريخها، تراثها، ايمانها ورجالاتها والتعامل معها . إجهل هو عدو للإنسان، والمعرفة تمهّد للّقاء بالآخر والتعاون معه .
لذلك، أقسم الجماعات الى قسمين  :
 
 1) المدرسية
في عمر الدراسة إن كان داخل المدرسة أو خارجها وهو مقسمٌ على ثلاث مراحل  :
- المرحلة الابتدائية أي من عمر 4-10 سنوات
- المرحلة التكميلية من عمر 11-15 سنة
- المرحلة الثانوية  من عمر 16-18 سنة .
 
2) للبالغين
أي معاهد اللاهوت  - الشبيبة الجامعية  - مراكز التنشئة وكل التجمعّات النسائية أو العائلية .
 
 
 
المناهج المقترحة للابتدائي
في هذا العمر، يحب الولد التقليد، فهو كالسعدان يعيد حركات وتصرفات البالغين وغيرهم، تقليد الأشخاص الذين يلتقي بهم أو يعيش معهم .
- قصص حيث الأبطال هم من ديانات مختلفة وهم يعيشون بأمان وسلام ويحبون بعضهم ؛
- قصص مختارة من الكتاب المقدس مصوّرة .
- ألعاب تقوم على تقوية الروح الرياضية والقيَم الانسانية كالصدق والتعامل الايجابي والأخوي- المسامحة وتخطّي الحواجز .
- زيارات  : تنظيم زيارات الى أماكن العبادة ومشاهدة المصلين فيها على اختلاف دياناتهم .
- أغاني : الولد يحّب أن يغني والأهم أن تكون الأغاني ذات قيمة ومغزى أخلاقي .
 
الأوقات
ساعة في الأسبوع في المدارس أو في الرعية يوم الأحد بعد القداس أو السبت بحسب توّفر الأوقات 
للتكميلي  (من 11-15 سنة )
في هذه المرحلة يتموضع الانسان في المكان والزمان ويبحث في كل شيء عن الأصل وعن القرابة ودرجتها ويشعر أنه غريب عن نفسه وها هو يسعى وراء المثل .
- قصص أشخاص تاريخية من مختلف الديانات قاموا بأعمال في خدمة الانسانية  (غاندي  - مارتان لوثر كينغ  - مكسيميليان كولب  ...)
- لقاءات متعددة مع شخصيات حيّة تقوم حالياً بخدمة المجتمع في كل بلد وتتعاون مع الآخرين   (وزير  - كاهن  - شيخ  -  مطران  - رئيس بلدية  - عامل بريد  ...)
- عرض أفلام كالرسالة وحياة المسيحيين أو أعمال الرسل  ...
- تأليف ترانيم بحسب لحن معروف تغيّر الكلمات فقط
- زيارة أماكن العبادة وتنظيم صلوات مشتركة من مختلف الديانات والكنائس .
 
للثانوي  (من 16-18 سنة )
في هذه المرحلة أصبح الشاب والفتاة في عمر الاكتساب الحقيقي وتركيز المواقف وفهم القيَم .وفي الواقع يخفي حائط من الجهل الاخر ويشوه صورته كما رأينا ذلك بالنسبة الى الكنائس ايضا .
-عرض تاريخي وموضوعي ووضعي لكل الديانات والقيَم فيها .
ومن المهم أن يتّم ذلك بواسطة أبحاث يقوم فيها التلاميذ كجماعات ويكون لديهم المراجع الكافية فيقومون باختصار المعلومات وكتابتها وعرضها على الصف بطرق حيّة .
- دعوة أشخاص من مختلف الديانات والكنائس لدرس موضوع معيّن يهّم هذه الفئة من التلاميذ لابداء رأيهم مثلا   :
الاجهاض ومواقف الديانات
الطفل الانبوبي ومواقف الديانات
معنى الحياة
الحياة بعد الموت
Euthanasie
 
 
القسم الثاني المقصود أي البالغين
 
معاهد التنشئة  :
- دروس كافية ووافية عن مختلف الديانات‭.‬
- التعرّف الى الكتب المقدسة أقلّه اسمها ومحتواها‭.‬
- مسيرات صلاة ودروس خاصة تُعنى بالتراثات المختلفة وبروحانية الديانات ومؤسساتها‭.‬
 
 
الشبيبة الجامعية والحركات الطلابية  :
- تنظيم مسيرات يشترك فيها طلاب من مناطق يسكن فيها مواطنون متعددو الانتماءات والديانات والتوقّف في كل بلدة واللقاء مع أهلها والتحدّث اليهم والترنيم معهم‭.‬
- عرض مسرحي يقوم فيه طلاب العلوم المسرحية ويبيّن كيف يتعامل الناس مع بعضهم ويتعاونون ويبدعون في مجالات الحياة ولا يفصلهم شيء فيقدم لهم مثالاً من التعايش مهماً قد يحلمون به ولما لا ؟ الحلم يجوز.
- مخيمات صيفية مختلطة يتّم خلالها تبادل الخبرات وشهادات الحياة وتركّز على بناء عمل جماعي أو تجميل منطقة يحلو للإنسان أن يعيش فيها
-  ألعاب رياضية تكون على متناول الطلاب بأسعارها وتسمح لهم أن يصرفوا ما عندهم من زخم وقوة وتكون منظمّة بخدمة الجميع.
- رحلات سياحية منظمة مختلطة تجمع بين طلاب معاهد اللاهوت أو الأمهات أو العائلات دون الأولاد‭.‬
-  تنظّم إمّا على أثر الرسل للمسيحيين
- إمّا في بلاد الحّج أو في مناطق تميزت بتحقيقها للسلام وشرح ما هو أثري وتاريخي وإمّا في أي مكان آخر‭.‬
 
فالعيش المشترك هنا له أهمية كبرى وخصوصاً معاً وفي رحلة واحدة.
إذا أمكن قصد شخصية  - عالم أو إحدى معالم البلاد والتحدث اليه مع توظيف كل من الجماعة المشاركة منهم من يسأل منهم، من يكتب منهم، من يصوّر منهم، من يسجّل ‭...‬
وعند العودة، تحقيق مجلات أو كتب نذكر كل ما جرى  (لكل رحلة كتيّب).
- دراسات لاهوتية ومقارنة بين مختلف الديانات وايمانهم‭.‬
 
 
3- الخطوات العملية
 
1) إن هذه الوسائل مهمة ولكنها بحاجة الى كوادر وأشخاص تنظمها وتحبها وتقوم بها. ولا بدّ أولاً من تدريب هؤلاء وإعطائهم الامكانيات والوسائل الكافية كي يتمكنوا من المبادرة بخط جديد. فالأفكار والبرامج وحدها لا تكفي، بل يجب ايجاد المنفذين وتسليمهم هذه المسؤولية لكي بدورهم يجدون أشخاصاً جديرين بهذه المجالات . وهكذا تتوسّع البقعة لأنهم يهتمون بتدريب وتفعيل الشباب وعيش تجارب ايجابية تساعد على تعميق ابعاد القيم الجتماعية والخلقية وغيرها .
 
2) إعداد نواة ملتزمة مسيحياً في مجال السمعي  - البصري والمجال الالكتروني والطلب اليها تأليف مجموعات تربوية تقنية لنشرها عبر التلفزيون أو الفيديو .
 
 3) إدخال الثقافة الدينية في المدارس كي تساند التربية المسيحية وإعطائها الوقت الكافي مع التعاطي معها كباقي المواد المدرسية مع إجراء فحوصات وعلامات .
 
4) برمجة المواد الجامعية وإدخال في بادىء الأمر في الجامعات المسيحية مادة  "كالتراث المسيحي العربي " أو الوثائق الأساسية في مختلف الديانات أو تاريخ الديانات وحياتهم وايمانهم ومعتقداتهم .
- الاسلام
- المسيحية
- اليهودية
- الهندوسية
- البوذية ، الخ  ...
 
5) إعطاء الوقت الكافي للتربية على السلام  وعلى العيش بدلا من إعطاء المعلومات المكثفة وحشوالرأس .
6) السهر كي لا تكون هذه الثقافة على حساب التربية المسيحية أو الدينية أو الايمانية فلكل أهميتها .
7) تكريس وقت داخل البرامج المدرسية للزيارات بأهداف تربوية، مساعدة الأولاد والتلاميذ كي يتمتعوا بجمال الطبيعة أو الزهور أو الجمال .
 
خاتمة
إن هذه البرامج هي مجرد مقترحات وردت  ووجدت كي تفسح أمام المشاركين المجال للبحث بضرورتها أو عدمه لإكمالها أو لرفضها ولكنها تفسح مجالاً واسعاً .
عسانا نأخذ من ذلك منهجاً أو وسيلة نجدها في خدمة الانسان ودعوته الخاصة في هذا الكون . 
عسانا نجمّل هذه القرية الصغيرة ونقوّي فيها المحبة والسلام .
 
بيروت في 15 نيسان 1994