تَطلَّعَ زيادٌ إلى وَفرةِ حصادِه فَشَكَرَ اللّهَ على عطايَاه، ثمَّ قَالَ في نَفْسِه: «إنَّ أخي طارِق هو أكثَرُ احْتِياجًا منِّي إلى غلَّةِ الحَصاد. سأحمِلُ إلَيه ممَّا وَهَبَني إلَهي...!» فحمَلَ بَعضًا من المحصولِ وَذَهَب إلى حَيْثُ حَصادُ أخيه وَوَضعَهُ هناك.
شَعرَ زياد بفرَحٍ شَديدٍ وسعادَةٍ داخليَّة، فقَرَّر أنْ يُكرِّرَ الأمرَ نفسَهُ في اللَّيلةِ التَّاليَة. وبالفِعل عَادَ مُتَهلِّلاً كأنَّهُ في السَّماء! كَرَّر الأمْرَ للمَرَّةِ الرَّابِعَة والخامِسَة... ولدَهشَتِهِ الكبيرَة،كانَت غلَّةُ حصادِهِ لا تَنقُصُ بَلْ تَزيد!
وفي إحْدَى اللَّيالي إذْ كانَ زياد يحمِلُ ممَّا لَديه مُنْطلقًا إلى مخزَنِ أخيه، رَأى شبَحًا وسْطَ الظَّلام: «رَأى إنْسانًا يحمِلُ أيضًا محصولاً... يَقتَرِبُ منْهُ. إنَّه طارِق!»
ألْقَى الإثنانُ ما يَحمِلان وتَعانَقا... لَقدْ اكتَشفا أنَّ كُلاًّ منهُما كانَ يحمِلُ ممّا لَديه لأَخيهِ بِكُلّ مَحبَّة، حاسِبًا أنَّهُ أكثَرُ احتِياجًا منْه!
- 1445 views