عَبرَ الأزمِنَة، أرادَ الإنسانُ أن يَعرفَ مُستَقبَلهُ وهوَ يَتوقُ دائمًا لِمعرفةِ ما الّذي يُخبِّئهُ لهُ القَدَر. لِهذا السَّبب يَستفيدُ العرافُون والمنجمُون، لاسيَّما معَ بِدايَةِ كُلِّ عام، مِن هَذهِ الرَّغبَة ليَتَحَوَّلوا إلى مُتنبِّئينَ بالمُغامَراتِ الجَيِّدَة وحامِلينَ لِلأَخْبارِ الغَريبَةِ والمُختَرعَة أحيانًا. ولكِنَّ الإثنانِ مُخطِئان: الّذي يَبحَثُ ليَعرفَ ماذا يُخبِّيءُ لهُ المُستَقبل والّذي يَعتَقدُ أنَّهُ يَعرفُ ما يَنتَظرُ الإنسان.

 

هَل يُمكِنُ مَعرِفةَالمُستقبَل؟

«فَلا تَسمَعوا لأَنبِيائِكُم وعَرّافيكُم وحالميكُم ومُنَّجِميكم.» (إرميا 27/9)

«لأَنّي أَعلَمُ أنَّ أَفكاري الّتي أُفَكّرُها في شَأنِكُم، يَقولُ الرَّبّ، هيَ أَفكارُ سَلام لا بَلوى، لأمنَحكُم بَقاءً ورَجاء» (إرميا 29/11)

 

عِندَ قِراءةِ هاتَين الآيَتين الكِتابيَّتين نَجِد:

 1تَحذيرًا. اللّه يُندِّدُ بالكَذّابين ويَدْعونا لِتَفاديهم وَعَدم الإصغاءِ لَهم. عَمَليًّا هذا يَعني أنَّني لَن أقرأَ أو أسمَعَ الأبراجَ ولن أُراجِعَ المُنَجّمين.

  وَعدًا. اللّه يَعلمُ ما نَحنُ عَليه وما سَنؤولُ إلَيه، هوَ يُريدُ سَعادَتَنا. لِنَتعلّم بِبَساطة، أن نَثقَ بهِ دونَ الإهتِمام بِمَعرفةِ ما سَيَحدثُ لَنا غَدًا أو بَعد عَشرِ سَنَوات! حَياتُنا هيَ بينَ يَدَيّ اللّه فلا نَخشَى شَيئًا. هوَ يَحتَفظُ بالأفضلِ لَنا.

Attachment