صَنَعَ أحَدُ المُصمِّمينَ نَموذَجًا لِبابٍ أسمَاهُ «بابَ الرَّحمَة». وهُوَ بَابٌ مِن ذَهَبٍ!
وَجاءَ جُمهورٌ مِن الفَنَّانِينَ يُناقِشونَ عَمَلَهُ… وكانَ مِن بَينِهم نَجَّارٌ مُحتَرِف.
قَالَ النَّجَّارُ لمُصمِّمُ البابِ: «بابُكَ عَريضٌ جِدًّا ولا تُصنَعُ الأبوابُ هَكَذا».
قالَ الفنّان: «أعلَمُ ذَلِك، ولَكِنَّ بَابَ الرَّحمَةِ ليْسَ كَكُلِّ الأبواب. إنَّهُ واسِعٌ وعَريضٌ لِيَتَّسِعَ لِكُلِّ القَادِمِينَ إلَيه».
ضَحِكَ النَّجَّارُ وقَالَ سَاخِرًا: «ولَكِنَّهُ قَصيرٌ حتَّى أنَّ الإنسانَ العَاديَّ لا يَستَطيعُ أن يَدخُلَهُ!»
أجابَ الفَنَّان: «هذَا البابُ لا يَستَطيعُ أن يَدخُلَهُ إلاَّ المُتواضِعون، الَّذينَ يَعبُرونَهُ رَاكِعينَ سَاجِدينَ بِلا تَرَفُّعٍ أو كِبريَاء».
قالَ النَّجارُ: «ولِماذا لَم تَصنَعْ لَهُ مُفتاحًا كَكُلِّ الأبواب؟»
أجَابَ الفَنَّانُ: «لأنَّهُ مَفتُوحٌ دَائِمًا».
تَعجَّبَ النَّجَّارُ وقال: «ولِماذا إذًا هَذِه المَزاليجُ والأقْفَالُ مِنَ الدَّاخِل؟»
قَالَ الفنَّان: «لأنَّهُ سيَأتي يَومٌ يُغلَقُ فِيه بَابُ الرَّحمَةِ في وَجْهِ الرَّافِضينَ أن يَقومُوا بِأعمالِ الرَّحْمَة!!! »
- 1419 views