راَح رجُلٌ من هُواةِ تَسَلُّقِ الجِبالِ يحقِّقُ حُلمَـه في تَسلُّقِ أعلَى جِبالِ العالمِ وأخْطَرها. مرّت السّاعات سريعة فَفـَـاجَأه اللّيلُ بظَلامِه وكانَ قدْ وصَل تَقريبًا إلى نصف الطّريق حيثُ لا مجالَ للتَّراجُع.

و بَعدَ سَاعات من المجهود المضنيّ وَوسْطَ الظَّلامِ الحالِك والبَرْدِ القَارِس لِلْغايَة وقَبل وُصولِه إلى القِمَّة، فَقَدَ الرَّجُلُ اتِّزانَه وسَقَطَ من أعْلَى قمَّة الجبل!

وأثْناءَ سُقوطِه، تمسّكَ بالحَبل الَّذي كانَ قد ربطَهُ في وسَطِه. ولحُسنِ الحَظّ كان خَطَّافُ الحَبْل مُعلقّا بقوَّة من الطَّرَف الآخر بإحْدَى صُخُور الجبل، فوجد نَفسَه يتأرجَحُ في الهواء. أمّا يَداهُ الملطّخَتان بالدّماء فتَمسّكتا بالحَبْل بكُلِّ ما تبقَّى له من عزم وإصرار. وبعد فترة  هبّتْ عاصِفَةٌ ثلجيّة صاخبة. وفي يأس لا رجاءَ فيه، صرَخ الرَّجُل: «إلهـــــي، إلهـــي، أعـنِّ!» فأجابَه صوتٌ: «ماذا تـُريـــدُني أن أفْعَل؟» ردَّ الرّجلُ: «أنقذني يا رَب»!!

فأجابَه الصّوت: «إذاً اقْطَعِ الحَبْلَ الّذي تتَمسّكُ به!» وبعْدَ لحظَةٍ من التَّردُّد، تعلَّقَ الرَّجُل بحَبْلِه أكثَر فأكثر.

وفي اليوم التّالي عَثَرَ فريقُ الإنقاذِ على جُثَّةِ رَجُلٍ على ارْتفاعِ مِترين فقَط من سَطحِ الأرض، ممْسكًا بيدِه حبْلاً وقد جَمَّده البرْدُ تمامـًا! مِتران فقط من سَطح الأرض!!!»

وماذا عنك؟ هل كنتَ لتقْطعَ الحَبل؟


Attachment
echos-169-p3.pdf (0 bytes)