في مُناسَبَةِ يَومِ التَّعليم المَسيحِيّ في الشَّرقِ الأَوسَط، ولأنَّ مَجَلَّةَ «إكو» من المَجَّلاتِ الّتي تُكَمِّلُ تَعليمَنا المَسيحِيّ وتَلعَبُ دَوراً هامّاً في نَشْرِ البِشارَة والشَّهادَة لِلمَسيح، كانَ لا بُدَّ من إِجراءِ مُقابَلَةٍ مع الأخت وردة مكسور مُؤَسِّسَة مَركَز التَّربيَّة الدّينيَّة التّابِع لِرَهبانِيَّةِ القَلبَين الأَقدَسَين ومديرته، هذا المركز الّذي تَصدُرُ عَنهُ مَجَلّة «إكو»، و يَهتَمُّ بِكُلِّ ما يَتَعَلّقُ بِالتَّعليمِ المَسيحِيّ في لبنان والدّول المجاورة. ونَحنُ نَشكُرُ من صَميمِ القَلب تَجاوُبَ الأخت وردة مَعَنا وإغناءَنا بالكثير من المَعلوماتِ في هذا اللِّقاء...

الأخت وَرده مكسور: «أنتم رُسُل المسيح وعليكم أن تَحمِلوا كَلِمَةَ اللّه لِمَن حَولكُم».

مَتَى تَأَسَّسَ يَومُ «التَّعليم المَسيحِيّ في لبنان والشَّرق الأَوسَط»؟
عُقِدَ مُؤتَمَرٌ ، شارَكَتْ فيهِ مَجموعَةٌ مِن الدُّوَلِ العَربِيَّة، وَتَقَرّرَ في خِلالَهُ تَعيينُ يَومٍ خاصٍّ بِالتَّعليمِ المَسيحِيّ في الشَّرق وكان ذلك منذ 22 سنة تقريبًا. وَذَلِكَ تَأكيدًا على أَهَمِيَّةِ التَّعليم. وَفي هَذا اليَوم نُصَلّي مِن أَجلِ المَسؤولينَ وَالمُشرِفين على صَفاءِ الإيمانِ وَمِن أَجلِ مُعَلِّمي التَّعليم المَسيحِيّ. كَما أَرَدْنا إِبراز أَهَمِيّة التَّعليم لِلمُؤمِنين المَسيحِيّين في عالَمِنا اليَوم.

هَل لَكِ أن تُعَرِّفينَنا إلى الخَدَماتِ الّتي يُقَدِّمُها مَركَزُ التَّربِيّة الدّينِيّة إلى مُعَلِّمي التَّعليمِ المَسيحِيّ؟
يُقَدِّمُ المَركَزُ 3 خَدَماتٍ أَساسِيَّة :
¯ التَدريب على منهحيّة التّعليم المسيحي وَتأمين تَنشِئَة مُستَدامةٌ لِلمُعَلّمين،
¯ التّنسيقٌ بَينَ مَدارِس الرَّهبـــَانيّة فيــــما
يَتَعَلَّقُ بِمُحتَوى كُتُب التَّعليم وَالمنهجيّة والطرق المُتَّبَعَة،
¯ الإنتاج مِن كُتُب، وَمَجَلَّةٌ ثَقافِيَّةٌ دينِيَّةٌ «إكو»، وَأُخرَى لِلمُعَلِّمين «كاتا» وَوَسائِل سَمَعِيَّة بَصَريَّة.

ما هِيَ نَشاطاتُ المَركَز بِوَجهٍ عامّ؟
رِسالة المركز الأولى هِيَ التَّعليمُ المَسيحِيّ، لِذا تَمَحوَرَتْ نَشاطاتُهُ في غالِبِيّتِها حَولَ هَذا المَوضوع، ووَأَهَمُّها:
¯ تَنشِئَةٌ مُستَمِرَّةٌ لِمُعَلِّمي التَّعليم وتدريبُهم على منهجيّة الإيمان في سِلسِلَةِ يَسوع طَريقُنا واعتماد الطّرق النّاشطة، مع دورات حول  المَواضيعِ الّتي تَطرَحُها الكَنيسَةُ ومواضيع مختلفة تخدم العمل وتتابعه في كلِّ الكتُب الّتي أصدرها المركز من الحَضانَةِ إلى الثّانَوي.
¯ إقامة دورات ونشاطات خاصّة تضم أيضاً دول الخَليجِ العَربيّ مِثل قطر، كويت والبَحرين....
¯ زِيارَةُ مَدارِس الرَّهبَانيّة وبعض المدارس الكاثوليكيّة الّتي تعتمد سلسة يسوع طريقنا بِهَدَفِ متابعة عمل التّعليم وتَفعيلِ عَمَل الرَّعَوِيَّة المَدرَسِيَّة فيها.
¯ تَنظيمُ منتدى «وجوه حِواريَّة»... وَالهَدَف مِنهُ، الإنفِتاحُ على الآخَرِ المُختَلِفِ عَنّا في الإيمان. إذ يَقومُ العَمَل في المنتدى على جَمعِ مَدارِس مِن الرُّهبانِيَّة وَمَدارِس إِسلامِيَّة في لِقاءات تَعارُف وتواصل ومدّ جسور وَ قيام بعَمَل مُشتَرَك يُعرَضُ في إحتفال كبير بِحُضورِ شَخصِيّاتٍ دينِيَّةٍ وَثَقافِيَّة.
¯ وَجَديدُ هَذِهِ السَّنَة تنظيم رِياضَة روحِيَّة في ختام السّنة لِمُعَلِّمي التَّعليمِ المَسيحِيّ وَعائِلاتِهم لِمُدَّةِ ثَلاثَة أَيّام.

ما هوَ التَّعليمُ المَسيحِيّ وَهَل هوَ مادَة ضَرورِيَّة في المَناهِجِ المَدرَسِيَّة؟
التَّعليمُ المَسيحِيّ قَضِيَّة حُبّ. هوَ يَكشِفُ حُبّ اللّه لَنا وَيُعَلِّمُنا كَيفَ نَبني عَلاقَةً حَميمَةً مَعَهُ بِالصَّلاةِ وَذَلِكَ طَبعًا بَعدَ التَّعَرُّفِ إِلَيهِ وَإلى تَعاليمِهِ وَوَصاياه، فَنَسمَعُ صَوتَهُ وَيَسمَعُ صَوتَنا، لأنَّه الوَحيدُ القادِرُ على سَماعِنا.

هل السُّلطَةُ الكَنَسِيَّةُ تَدعَمُ التَّعليمَ المَسيحِيّ في المَدارِس؟
    طَبعًا، فَهُوَ من صلب رِسالَةُ الكَنيسَة. وَالبَطرِيَرك وَالأَساقِفَةُ يُشَدِّدون على أَهَمِيَّةِ التّعليم المسيحيّ. وَالمَدارس الكاثوليكِيَّةِ تولي هذا التّعليم أهميّة كبرى.

مَن يُقَرِّرُ مَناهِجَ التَّعليم المَسيحِيّ وَبَرامِجه؟ وَهَل يَختَلِفُ مِن بَلَدٍ إلى آخَر؟
    الكَنيسَةُ هِيَ الّتي تُقَرّرُ هَذِهِ المَناهِج. وَهِيَ تَطلُبُ مِن المُعَلِّمين والمُؤلِّفين مَنهَجَةَ المَعلومات لِتُوافِقَ نَفسِيَّةَ الأَولادِ وَأَعمارهم ولتَشمُلَ الأُسُسَ والمَحاوِرَ الأَساسِيَّة في الإيمان والعقيدة والتّعليم.

مَن هُوَ مُعَلِّمُ التَّعليم المَسيحِيّ؟ وَما هِيَ صِفاتُه؟
    أَوَّلُ مَن عَلَّمَ التَّعليمَ المَسيحِيّ في الإِنجيلِ هُوَ يَسوع، وَذَلِكَ عِندَ لِقائِهِ بِتِلميذَيْ عَمّاوس. لِذا وَجَبَ على مُعَلَّمِ التَّعليمِ أن يَكونَ على مِثالِه. كَما عَلَيهِ أَن يَبني عَلاقَةً حَميمَةً مع يَسوع، يَعرِفَهُ جَيِّدًا فَيَكونُ المُرافِقُ وَالمُدَرّبُ لَه. يَجِبُ أن يَعي الرِّسالَةَ الموكولَةَ إِلَيهِ مِن الكَنيسَة، فَيَقومُ بِها على أَكمَلِ وَجه.

ما هِيَ المُشكِلات الّتي يُعاني مِنها التَّعليمُ المَسيحِيّ في الشَّرق؟
1 – الإِهمال. الجَميعُ يَهتَمُّ بِتَحصيلِ الشَّهادات لما لِذَلِكَ مِن مَردودٍ مادِيّ في العَمَل، وَيَنسَى وَيُهمِلُ التَّعليمَ المَسيحِيّ سَبَب وُجودنا وَالمُرافِق لِحَياتِنا وَهَدَفها.
2 – السّاعاتُ القليلة المُخَصَّصَة لِلتَّعليمِ في المَدارِس.
3 – ضيق الأَماكِن المُخَصَّصَةُ لِلتَّعليمِ... فَعَلى سَبيلِ المِثال في دُولِ الخَليج، يُعطَى التَّعليم في مَكاتِبَ الكَنيسَة فَيَكونُ الوَقتُ محدوداً لأنّه يجب إفساح المَجال لجنسيّة أخرى.

هَلاّ أَخبَرتَنا عَن نَشاطِكَ في دُوَلِ الخَليج؟
    هوَ يَقومُ على تَدريبِ وَتَعليمِ وَتَنشِئَةِ مَن تَطَوَّعَ لِرِسالَةِ التَّعليمِ المَسيحِيّ. فَفي بُلدانِ الخَليج أَشخاصٌ من جِنسِيّاتٍ مُختَلِفَةٍ يَعمَلون كَمُهندِسين وَمُدَراء لِشَرِكاتٍ وَبُنوك... قَدَّموا ذاتهم مَجّانًا لِهَذِهِ الخِدمَة فَأَعطوا مِن وَقتِهِم وَمالِهِم... لَكِنَّهم لَيسوا مُهَيّئين لِهَذا النَّوع مِن العَمَل، فَكانَ لا بُدّ مِن تَدريبِهِم لِيُعَلِّموا بِطَريقَةٍ صَحيحَةٍ وَمُبَسَّطَةٍ وَكامِلَةٍ وَمُتَجانِسَةٍ مَع كُلّ عُمر.

أَينَ هوَ التَّعليمُ المَسيحِيّ في لبنان بَينَ الدُّوَل المُجاوِرَة مِن ناحِيَةِ الوَسائِل المُستَخدَمَة؟
    في لبنان يَنعمُ المَسيحِيّونَ بالحُريّةِ: يُؤّلّفون ويَطبعون ويُدرّبونَ المُعلّمين... فيهِ يوجَدُ جامِعات ومَراكز للتّنشئةِ... ولبنان هو في خدمةِ المَسيحِيّين في الدّولِ الأُخرى لأَنّهم لا يَنعَمون بِهذهِ الحُريّة للقِيامِ بِمَشاريعَ روحِيّة. في دُولِ الخَليج مَثلاً لا يُمكِنُنا التَّكلّمَ عن يَسوع المَسيح خارِجَ بِناء الكَنيسة... وهذا البناء، لا يحملُ صَليبًا ولا قِبّة ولا جَرس.

أَينَ هوَ التَّعليمُ المَسيحِيّ في لبنان بَينَ الدُّوَل المُجاوِرَة مِن ناحِيَةِ الوَسائِل المُستَخدَمَة؟
    كَما ذَكَرت سابقاً، لبنان هُوَ البَلَدُ الوَحيدُ في الشّرق الّذي ينعَمُ فيه المسيحيّون بحريّة الدّين ورَئيسُه مَسيحِيّ. هَذا إِذًا يُعطي حُرِيَّةً كَبيرَةً في إِنتاجِ كُلّ ما يُساعِدُ على تَطويرِ بَرامِجِ وَوَسائِلِ التَّعليم المَسيحِيّ، وَعلى إِقامَةِ نَشاطاتٍ ذات طابِع مَسيحِيّ.

كَيفَ يُمكِنُنا كَتَلاميذٍ أن نُساهِمَ في دَعمِ رِسالَةِ التَّعليمِ المَسيحِيّ؟ وَما هِيَ نَصيحَتُكِ لَنا؟
    تساهمون عندما تحبّون يسوع المسيح وإخوتكم وعندما تحبّون التعليم المسيحي وتهتمون به بكل جديّة لكي تكونوا رسل المستقبل. وأدعوكُم إلى أن تَعوا أَهَمِيَّتَهُ في حَياتِكُم ...
    أَنتُم مُعَمَّدون، إِذَن أَنتُم رُسُل وعليكم أن تَحمِلوا كَلِمَةَ اللّه لِمَن حَولكُم.
    يَجِبُ أن تُشِعّوا مَحَبَّةً لِمَن يَتَعامَل مَعكُم وَلتَكُن مَحَبَّتكُم فَوقَ كُلِّ شَيء، عِندَها تَكونون قَد ساعَدتُم في نَشرِ التَّعليمِ المَسيحِيّ.



أَجرَى المُقابَلَة:
كلوي فغالي، ميريال مارون، جاين نحّاس، تيا حدشيتي، سيرينا نحّاس، ميا باسط
كارن نجم، سيرين صوايا، ستيفاني أبو رحّال. برفقة الآنسة ماري مقدسي.

 

Attachment