[ألبوم الصور]

تربية و شباب - وثائقيات لـ"وجوه حوارية" تحية من تلامذة القلبين الأقدسين
نضال "فرح العطاء" وغسان تويني رجل الحوار في المرتبتين الأولى والثانية

روزيت فاضل     2013-05-18

 

في مقابل لغة التخوين والاتهامات التي تسود الساحة السياسية الداخلية، كانت أمس لغة راقية على مسرح بيت السيدة لرهبانية القلبين الأقدسين في الحدت، تشبه "لبنان الرسالة" وعرابها، جيل ناشء من تلامذة القلبين الأقدسين عبر عن ايمانه باللاعنف والسلام والحوار من خلال شرائط وثائقية حصيلة مسابقة عن وجوه حوارية بعضها غادرنا الى عالم أفضل، ورعى الحفل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالأب فادي ضو.

حل في المرتبة الاولى الوثائقي عن "جمعية فرح العطاء ومؤسسها ملحم خلف" من اعداد تلامذة القلبين الاقدسين في السيوفي، وفي الثانية عن عميد "النهار" الراحل غسان تويني من اعداد تلامذة القلبين الاقدسين – عين نجم، بينما حل ثالثاً شريط تلامذة القلبين الاقدسين في بكفيا عن الامام موسى الصدر.

في بدء الحفل كانت عروض من المشاركين في مدارس القلبين الاقدسين في بكفيا وجبيل وحمانا وزحلة الراسية والسيوفي والشوير وعين الخروبة وعين نجم وكفرذبيان، وتميز الحفل بحضور عدد من المؤمنين بالسلام جاؤوا حاملين الرجاء والمحبة وفي مقدمهم الرئيس حسين الحسيني والسيدة رباب الصدر شرف الدين والسيدة شادية تويني والرئيسة العامة لرهبانية القلبين الاقدسين الام دانييلا حروق الى المطران غريغوار حداد الذي ترك غرفته ليحضر جزءاً من اللقاء.

نريد العيش معاً

بعد كلمة من مديرة التربية الدينية في رهبانية القلبين الاقدسين الأخت وردة مكسور عن أهمية هذه المسابقة، انطلقت العروض الـ18 من اعداد التلامذة الذين خضعوا لتقويم اللجنة المشرفة، وتضم المطران عصام درويش رئيساً، والاب جورج مسوح، والشيخ محمد النقري والدكتورة فاديا كيوان والاعلامية جيزيل خوري اعضاء.
وكانت التحية الحقيقية بتقديم نص مكتوب عن الوجه الحواري يليها الشريط الوثائقي لـ"اسماء علم في الحوار"، وهم الوزير الراحل جورج افرام، المطران سليم غزال، الاب ايلي صادر، الاب ميشال حايك، الاب فادي ضو، السيد محمد حسين فضل الله، الاب مكرم قزح، الاب عفيف عسيران، اديب قنطار، غسان تويني، السيد موسى الصدر، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الاب يواكيم مبارك، ملحم خلف، ناجي خوري، الامير مجيد ارسلان والسيد حبيب رزق.

الجهد المبذول من التلامذة، لا يرقى بالأعمال الى المستوى المهني اذ ينقص بعض الحرية والعفوية من التلامذة في طرح الاسئلة او الإجابة عند لقاء احد المقربين من الوجه الحواري. كما أن عامل الوقت وتوافر التقنيات لم يسمحا كثيراً في اعداد جيد لبعض الاعمال فالتعجيل كان واضحاً في الشريط المتعلق بالاب فادي ضو، من رداءة الصوت الى الغياب الكلي لشهادات شباب انخرطوا في برامج "أديان". كما أن الوثائقي عن الاب عفيف عسيران لم يفه حقه في مسيرته الحوارية. على رغم ذلك، لا بد من التنويه بقدرة الجيل الناشئ على خوض تجربة متابعة عمالقة بـ 6 دقائق، وهذا يشكل في حد ذاته عملاً يحتذى.

من جهة أخرى، برز الوثائقي عن جمعية "فرح العطاء" ومؤسسها ملحم خلف ومسيرتهما في النضال بشهادات بعض أهالي الأشرفية عن دور الجمعية في عودتهم بعد الانفجار الذي أودى بحياة اللواء وسام الحسن. أما في اللقاء مع عميد "النهار" غسان تويني، فعكس كل من مايك سعد، جوليانا بشور وغاييلا عطية بإشراف استاذة اللغة العربية ديانا يعقوب وممثلة مجلة "إيكو" عليا جدعون، رغبة تلامذة عين نجم في التعرف اليه والتعريف به في هذا العمل الذي تحدثت فيه السيدة شادية تويني ومقربون، منهم الرئيس حسين الحسيني والنائب مروان حماده الذين عرّفوا عن تويني الإنسان، الديبلوماسي والصحافي والمجاهد الأكبر في مواجهة العواصف الكبيرة التي ضربت عائلته الصغيرة والكبيرة ووطنه لبنان.

وقبل عرض الشريط قرأ التلامذة مقالة صغيرة عن تويني حملت عنوان: "... حرّ ليبقى لبنان" وجاء فيه: "... هل كان الرجل الرؤيوي يعرف أنه، وبعد ثلاثين سنة، سيقف وجهاً لوجه أمام عدوّه اللدود، عدوّ الله: "الإنغلاق ورفض الآخر"، ليصرعه بجُملته الشهيرة "فلندفن الحقد والثأر، إنّه قدرّ لبناني؟".

وذكر التلامذة انه "رجل الفكر المنفتح والعقل المتنوّر. اتّبع الحرية نهجاً ودافع عنها بكل أحاسيسه. هاجم الكثير من الحكومات المتتالية على حكم لبنان من خلال جريدة "النهار". ولتشبّثه بالحرية، دخل السجن، وتعرّض لمضايقات وصلت الى حد منع جريدته من نشر الإعلانات على صفحاتها".

وقالوا عنه: "كتب الكثير عن الحوار والعيش المشترك، حتى خلال الحرب اللبنانية، وبرّأ اللبنانيين من تخطيطها حين قال: "هي حرب الآخرين على أرضنا بأدوات لبنانية". فالوطن عنده، هو المختبر الوحيد في العالم للحياة المشتركة، ولبنان عنده أكبر من كيان، إنه رسالة.

وتوجهوا إليه قائلين: "أيّها الرجل الذي أخلى ذاته إلاّ من حبّ لبنان! ها هي الأرض التي عشقت تمدّ ذراعيها لتستقبلك في رحابها، وتدثرك بتراث رؤيته بفكر حرّ، بتضحيات جسام، بانفتاح يتّسع للجميع، بحبّ سيبقى درساً في الوطنية، بعناد منحاز الى الحق، بنكران للذات، لكي يبقى الوطن، لكي يبقى لبنان!".

 


خلال عرض الوثائقي عن غسان تويني. واللقطة حين كان يتحدث عن نجله الشهيد جبران تويني في الكنيسة.

 

 


الفريق الفائز بالجائزة عن شريط غسان تويني مع الام دانييلا حروق والاب فادي ضو.