أهمِّيَّةُ القِيامَة

قِيامَةُ المَسيحِ هي أساسُ إيمانِنا. وهي أيضاً أساسُ رَجائِنا، لأنَّها دَليلُ خلاصِنا وعُربونُ قِيامَتِنا. »إن كانَ المَسيحُ لم يَقُمْ فإيمانُكم باطِل، وأنتُم بعد في خَطاياكُم... وإن كان رَجاؤنا في المَسيحِ مَقصورًا في هذه الحَياةِ فقط، فنحنُ أشقى النَّاسِ أجْمَعين«. (1 قورنتس 15/17 و19).

لذلِكَ يَجدرُ بنا، نحنُ الَّذين تَعَمَّدنا في المَسيحِ ولَبِسنا المَسيح، أن نَقطِفَ ثِمارَ القِيامَة. لقد مُتْنا مَع المَسيحِ لِنَقومَ معه ونَعيشَ حَياةً جَديدَةً في القِيامَة، ونحنُ أبناؤها. لذلِكَ تَدعونا اللِّيتورجيَّا إلى أن نَطرَحَ عنَّا كُلَّ هَمٍّ وكُلَّ اغْتِمام، لأنَّ المَسيحَ قامَ ولم يَعُد يَتَألَّم مِن بعد. قِيامَةُ المَسيحِ هي بِدايَةُ الحَياةِ الجَديدَة.

يومَ القِيامَةِ »عِيدِ الأعيادِ ومَوسِمِ المواسِم«، تَغمُرُ الكَنيسَةَ مَوجَةُ الفَرَحِ والحُبورِ بِقيامَةِ الرَّبّ. وفي احتِفالاتِ هذا العيد، يَتَذَوَّقُ المُشارِكون أفراحَ نَعيمِ السَّماء، ويُرَتِّلون: »المَسيحُ قامَ من بين الأمواتِ وَوَطِئَ المَوتَ بالموت، ووَهَبَ الحياةَ للَّذينَ في القُبور«.

كُلُّ شيءٍ أصبَحَ في المَسيحِ جَمالاً ونِعمَة. فبِقِيامَةِ المَسيح، تَجَدَّدَ كُلُّ شَيء، وتَصالَحنا مَع اللَّه، وأصبَحنا أبناءَه ووَرَثَتَه، ونِلنا عُربُونَ ميراثِنا العَتيدِ بِحَياةِ النِّعمَةِ الإلهيَّةِ الَّتي نَعيشُها بنُورِ الإيمانِ في هذه الحياةِ الدُّنيا، في انتظارِ قِيامَتِنا والحياةِ الإلهيَّةِ الَّتي ستَكتَمِلُ فينا.

دَعوَةُ اللِّيتورجيا

»هوذا يومُ القيامَة، فلنَتَهلَّلْ أيُّها الشُّعوب، فالفِصحُ فِصحُ الرَّبّ. لأنَّ المَسيحَ قد أجازَنا من الموتِ إلى الحياة، ومن الأرضِ إلى السَّماء، نَحنُ المُرنِّمين نُنشِدُ الانتِصار«.


وتدعونا اللِّيتورجيَّا إلى: تَطهيرِ حواسِّنا لنُعاينَ المَسيحَ السَّاطِعَ كالبرق، وإلى الفَرَحِ وتَرنيمِ نَشيدِ الانتِصار، وإلى »أن نَشرَبَ شرابًا جَديدًا غَيرَ مُستَخرَجٍ من صَخرَةٍ صمَّاء، بل من القبرِ المُفيضِ يَنبوع الخُلود«.

وكذلك إلى أن نُرنِّمَ بالفِصحيَّات »هوذا يومُ القِيامَة، فلنَتهلَّلْ بالمَوسِمِ ونُصافِحْ بعضُنا بَعضًا، ولنَقُلْ أيُّها الإخوة لمبغضينا أيضًا: »لنصفَحْ عن كُلِّ شيءٍ في القِيامَة«.


أبعادُ قِيامَةِ المَسيح

قامَ المسيحُ من أجلِ جميعِ النَّاس، وهو لم يَقُم من أجل القريبين أو من يُؤمنون به فحسب، بل من أجلِ البعيدين والَّذين يَجهلونَه ويُخاصِمونه، فحتَّمَ على الرُّسُلِ أن يُقيموا أنفُسَهُم رُسُلاً لهؤلاء، ويبشِّروهم بقيامَةِ المَسيح، لا بالكلام فقط، بل بالأفعال. القيامَةُ تدعونا إلى أن نكونَ أبناءَ الإنجيلِ وأبناءَ القيامَة، فنُجَسِّدَ في حَياتِنا المبادئَ الإنجيليَّةَ أفعالاً. غَلَب المسيحُ الخطيئَة، إذ نالَ لنا نِعمَةَ غُفرانٍ أبديّ. غَلَبَ الموت، لأنَّ الموتَ لم يَعُد بالنِّسبَةِ إلينا نحنُ المُخَلَّصين نِهايَةَ كُلِّ شَيء، بل بَدءُ حَياةٍ جَديدَةٍ حَقيقيَّةٍ أبديَّة. فأصبَحَ كُلُّ شَيءٍ في الحياةِ ذا قيمَةٍ أبديَّة، وما عاد يَضيعُ شَيءٌ مِمَّا نفعَلُه أو نَتَحَمَّلُه مَع المَسيح.


عَيشُنا القِيامَة

إنَّ ما قامَ به الرُّسُلُ بَعدَ العنصرةِ من أعمالٍ يجب أن يكونَ لنا نَموذَجًا عن أعمالٍ نحنُ مَدعوُّون إلى القيامِ بها. لقد تَحَلّوا بالشَّجاعَةِ والجُرأَة. فبعدَ أن استَولى عليهم الخَوفُ وتَمَلَّكَهُم الذُّعرُ وَوَلُّوا هارِبين، رأيناهُم يَجمَعون شَمْلَهم ويَقِفون بِجُرأة أمامَ الولاةِ ويُصارِحُونَهم: »إنَّنا قد رأينا وسَمِعنا ولَمَسنا بأيدينا، لذلكَ لا نَستَطيعُ إلاَّ أن نُنادي باسْمِه«.

الأخت وردة مكسور

Attachment
cata-108-p3.pdf (0 bytes)