الثَّالوث القدّوس
آب + ابن + روح ٍقُدُس
بَس إله واحِد
الشمس
قرص+نور+حرارة
لكنها شمسٌ واحِدَة
مايكل
جسم + عقل + روح
لكنه مايكل واحِد
النَّار
لهَب + نور + حرارة
لكنها نارٌ واحِدَة
الشّخصِيّات: جوزف (مُعَلّم التَّعليم المسيحيّ)، شربل (المَسؤول عَن الكَشّافة)، إلياس (الكاهن) وبطرس (الولد)، أولاد (في ثياب الكشافة)، الراوي
اللَّوازم : ثِياب كشّافة، هَواتِف خَلَويّة، كراسي، شَمعَة، كبريت.
المَشهَدُ الأَوَّلُ
الأَولادُ في ثِيابِ الكَشّافَة يَركُضونَ وَيَضحَكونَ، شَربِل يَجلِسُ وَحيدًا في زاوِيَةٍ...
الرّاوي: لاحَظَ جوزِف مُعَلِّمُ التَّعليمِ المَسيحِيِّ أَنَّ بُطرسَ لا يُشارِكُ كَعادَتِهِ بِإهتِمامٍ في الصَّفِّ
وَلا يَبتَسِمُ وَأَنَّهُ سَرحَانٌ وَمَهْمومٌ طوالَ الوقتِ... وَلاحَظَ شَربِلُ المَسؤولُ عَن الكَشّافَةِ الأَمرَ عَينه.
شَربلُ يَقتَرِبُ مِن بطرس
شَربل: ما بِكَ يا بُطرُس؟ لِم أَنتَ حَزينٌ وَمَهمُومٌ؟
بُطرس: لَيسَ بي شَيءٌ، أَنا على ما يُرام، سَأَنصَرِفُ الآنَ فَلَدَيَّ أَمرٌ طارِئ علَيَّ القيامَ به...
يَنصَرِفُ بُطرسُ حَزينًا... يَرِنُّ هاتِفُ شَربلَ فَيُخرِجُهُ مِن جَيبِه.
شَربل: أَلو...أَهلاً أُستاذ جوزف، كَيفَ أَخدُمُكَ؟
جوزف: (صَوتهُ فَقَط) مَرحَبًّا شَربل، أُريدُ أَن أَسأَلَكَ عَن بُطرس، هَل حَصَلَ مَعَهُ شَيءٌ في الكَشّافَة؟ هَل هُوَ على خَلافٍ مَع أَحَد؟
شَربل: آه، يَبدو أَنَّكَ أَنتَ أَيضًا لاحَظْتَ أَنَّ بُطرُسَ لَيسَ على ما يُرام!
جوزف: بِالطَّبع! فَهُوَ لا يَضحَكُ كَعادَتِه وَلا يُشارِكُ في الصّفِّ وَيَبْدو دائِمًا حَزينًا.
شَربل: ما رَأيُكَ في أَن نَزورَهُ في البَيتِ أَنا وَأَنتَ وَأَبونا الياس لِنَعرِفَ ما يَجري؟
جوزف: فِكرةٌ رائِعَة!
المَشهَدُ الثَّاني
المُعَلِّمُ جوزف وَشَربل وَأَبونا إلياس وَبُطرس يَجلِسونَ على الكَراسي
أَبونا يوحَنّا: ما بِكَ يا بُطرُس؟ أَخبَروني أَنَّكَ لا تَتَكَلَّمُ مَع أَحَدٍ وَلا تَضحَكُ كَعادَتِكَ. هَل ضايَقَكَ أَحَدٌ في المَدرَسَةِ أَو في الكَنيسَة؟
بُطرس: كَلاّ يا أَبانا، لَم يُضايِقْني أَحَدٌ أَبَدًا .
أَبونا يوحَنّا: إِذًا ما بالُكَ يا بُطرس؟
بُطرس: سَأُخبِرُكَ يا أَبانا إلياس! كُنّا مُتَّجِهينَ نَحوَ قاعَةِ التَّعليمِ المَسيحِيّ، فَإِذا بِأَحَدِ رِفاقي المُسلِمينَ يجيبُني عندما سَأَلْتُهُ عن سَبَبِ بَقائِهِ في الصَّفِّ وَعَدَمِ مُشاركَتِه في لِقاءاتِ التَّعليم: «أَنا لا أُشارِكُ مَعَكُم يا بُطرُس لأَنَّكُم تَعبُدونَ ثَلاثَةَ آلِهَةٍ، الآبَ وَالإبنَ وَالرّوحَ القُدُس، فَمِنَ المَفروضِ أَن يَكونَ اللّهُ واحِدًا أَحَدًا»، وَعِندَما أَخبَرتُهُ أَنَّنا نَعبُدُ إِلَهًا واحِدًا إِذ نَقول: «بِاسمِ الآبِ وَالإبنِ وَالرّوحِ القُدُس إِلَهٌ واحِدٌ آمين»، هَزِئ َمِنّي قائِلاً: «ما هَذا الكَلام؟ كَيفَ يُمكِنُ لِثَلاثَةٍ أَن يَكونُوا واحِدًا؟» عِندَها لم أَعرِفْ بِما أُجيبُه...
أَبونا إلياس : مممم ، إِذًا هَذا ما يُقلِقُكَ وَيَجعَلُكَ مَهمومًا؟
بُطرس: نَعَم يا أَبانا، فَأَنا أَيضًا بِتُّ أَتَساءَلُ عَن هَذا الأَمرِ! فَعِندَما احتَفَلْنا بِالغطاسِ، وَقَرَأنا مَشهَدَ مَعمودِيَّةِ يَسوعَ قُلتُم لَنا أَنتَ وَأُستاذُ جوزَف، إِنَّهُ الظُّهورُ الأَوَّلُ لِلثّالوث: الابنُ يَسوع الّذي اعتَمَدَ وَالآبُ الّذي تَكَلَّمَ مِنَ السَّماءِ وَالرّوحُ الّذي حَلَّ على يَسوع... فَكَيفَ يُمكِنُ هؤلاء الثَّلاثَة أَن يَكونوا واحِدًا؟
أَبونا إلياس : إِسمَعْ يا بُطرس، تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَجلِسُ في حَديقة، وَرَأَيتَ نَملَةً تَمشي على الأَرض، وَأَحبَبْتَ أَن تُكَلِّمَها عَن نَفسِكَ وَعَمّا تُحِبُّ أَو تَكرَهُ، هَل سَتَفهَمُ النَّملَةُ ما سَتَقولُه؟
بُطرس: لا طَبعًا يا أَبانا. ..
أَبونا إلياس : لِماذا؟
بُطرس: لأَنَّ النَّملَةَ لا تَملِكُ عَقلاً كَبيرًا لِتَفهَمَني.
أَبونا إلياس : يَعني أَنَّ الفَرقَ بَينَكَ وَبَينَ النَّملَةِ كَبيرٌ؟
بُطرس: أَكيد!
أَبونا الياس: طَيِّب، ما هُوَ مِقدارُ الفَرقِ بِاعتِقادِكَ بَينَكَ وَبَينَ الله؟
بُطرس: كَبيرٌ جِدًّا جِدًّا. فليسَ بإمكانِنَا أَن نَضَعَ اللّهَ، الكَبيرَ جِدًّا، في دِماغِنا الصَّغيرِ، تَمامًا كَما أّنّه من المستحيلِ علينا أَن نَنقُلَ مِياهَ البَحرِ لِنَضَعَها في دَلوٍ صَغير!
أَبونا الياس: هَذا يَعْني أَنَّ هُناكَ الكَثيرَ مِنَ الأُمورِ الّتي لا يُمكِنُنا فَهمُها عَن اللهِ لأَنَّ طَبيعَتَهُ أَعظَمُ مِنّا؟
بُطرس: صَحيح يا أَبانا ..
أَبونا الياس: وَلَكِن بِالرُّغمِ مِن أَنَّ الكَلامَ عَن اللّهِ وَالثَّالوثِ صَعبٌ، إِنَّما يُمكِنُنا أَن نَجِدَ أَمثِلَةً في حَياتِنا تُفهِمُنا المَوضوعَ وَتُسَهِّلُهُ عَلَينا .
بُطرس: أَمثِلَةً مِثل ماذا يا أَبانا؟
أَبونا إلياس : هَل يُمكِنُ أَن تَجلِبَ لي شَمعَةً؟
بُطرس: طَبعًا يا أَبانا!
يَذهَبُ بُطرس وَيَأتي بِشَمعَةٍ مُضاءَةٍ
أَبونا إلياس : ما لَونُ النّارِ الّتي في شُعلَةِ الشَّمعَةِ يا بُطرس؟
بُطرس: صَفْراء!
أَبونا إلياس : وَإِذا اقتَرَبْتَ مِنَ اللَّهَب، بِمَ سَتَشعُر؟
بُطرس: بِحَرارَةٍ وَسُخونَة، قَد تلسَعُني إِذا اقتَرَبْتُ كَثيرًا!
أَبونا إلياس : طَيِّب، لَو وَضَعْنا الشَّمعَةَ في غُرفَةٍ مُظلِمَةٍ، ماذا سَيَحصُلُ؟
بُطرس: سَتُضيءُ الشَّمعَةُ الغُرفَة.
أَبونا إلياس : إِذًا، هَل بِإِمكانِنا أَن نَحصُلَ على نارٍ أَيْ على لَهَبٍ أَصفَرٍ مِن غَيرِ حَرارَةٍ وَنورٍ، أَو على نارٍ تَمنَحُنا حَرارَةً مِن غَير نورٍ وَلَهَبٍ، أَو على نارٍ تُعطيْنا نورًا مِن غَيرِ حَرارَةٍ وَلَهَب؟؟
بُطرس: لا طَبعًا. فَمِنَ الضَّرورِيِّ أَن يَكونَ الثَّلاثةُ مَعًا: اللَّهَب وَالنّور وَالحَرارَة...
أَبونا إلياس : وَعِندَها يا بُطرس، يَكونُ لَدَينا ثَلاثَةُ نيران أَم نارٌ واحِدَة؟
بُطرس: نارٌ واحِدَةٌ طَبعًا يا أَبانا. أَنا جَلَبْتُ شَمعَةً واحِدَةً ها هِيَ...
أَبونا إلياس : إِذًا النّارُ يا بُطرسُ مُكَوّنَةٌ مِن لَهَبٍ هُو شُعلَتُها الصَّفراءُ، وَمِن حَرارَةٍ قَد تَلسَعُنا، وَمِن نورٍ يُضيءُ الظُّلمَة! وَمَع أَنَّنا ذَكَرْنا 3 أُمورٍ لَكِنّها نارٌ واحِدَةٌ!
بُطرس: صَحيح يا أَبانا .
أَبونا الياس: الرَّبُّ يا بُطرسُ هوَ أَيضًا ثلاثةُ أَقانيمٍ: آبٌ وَإبنٌ وَروحٌ قُدُس، وَمَعْنَى كَلِمَةِ أُقنومٍ «شَخصٌ لا يُمكِنُ فَصلُهُ عَن البَقِيَّةِ»! فَلا يُمكِنُ الآبَ أَن يَكونَ مَوجودًا مِن غَيرِ الإبنِ وَالرّوحِ القُدُس، وَلا الإبنَ أَن يَكونَ مَوجودًا مِن غَيرِ الآبِ وَالرّوح ِالقُدُس، وَلا الرّوحَ القُدُسَ أَن يَكونَ مَوجودًا مِن غَيرِ الآبِ وَالإبن .
جوزف: لَقَد تَذَكَّرتُ أَمرًا آخَرَ يا أَبانا ..
أَبونا إلياس : ما هُوَ يا أستاذ جوزَف؟
جوزف: الشَّمسُ المَوجودَةُ في السَّماءِ مُكَوَّنَةٌ أَيضًا مِن ثَلاثَةِ أُمورٍ: قِرصُ الشَّمسِ المُدَوَّرُ المَوجودُ في السَّماء + شُعاعُ النّورِ الّذي يَصِلُ إلى بُيوتِنا وَيُنيرُها + وَالحَرارَةُ الّتي نَشعُرُ بها. وَعلى الرُّغمِ مِن ذَلِكَ الشَّمسُ هِيَ واحِدَة!
شربل: مَعَك حَقٌّ يا أُستاذ جوزف! فَلا يُمكِنُنا أَن نَفصِلَ النّورَ وَالحَرارَةَ عَن الشَّمس، أَو نَحصُلَ على شَمسٍ مِن دونِ نورٍ وَلا حَرارَة. لِهَذا السَّبَب مُعادَلَتُنا لا تَقولُ أَنَّ 1+1+1= 1 وَإِنَّما نَقولُ أَنَّ 1*1*1= 1
بُطرس: وَأَيضًا أَيُّ إِنسانٍ مِنّا هُوَ مُكَوَّنٌ مِن 3 أُمورٍ لا يُمكِنُ الإستِغناءُ عَن أَحَدِها. الجِسمُ وَالعَقلُ وَالرّوح! وَمَع أَنَّها ثَلاثَةُ أُمورٍ، لَكِنَّ الإِنسانَ هُوَ واحِدٌ وَلَيسَ 3.
الكُلُّ مَعًا بِصَوتٍ عالٍ: ثالوثٌ في واحِدٍ وَواحِدٌ في ثالوث!
بِاسمِ الآبِ والإبن وَالرّوحِ القُدُس، إِلَه ٌواحِدٌ آمين!
- 2449 views